الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم نقل مسألة الرباعيات ، ومحطها أن الفقه هو ثمرة الحديث ، وليس ثواب الفقيه أقل من ثواب المحدث ، وفيها كل إنسان غير الأنبياء لا يعلم ما أراد الله تعالى له وبه ; لأن إرادته تعالى غيب إلا الفقهاء فإنهم علموا إرادته تعالى بهم بحديث الصادق المصدوق { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين } وفيها : كل شيء يسأل عنه العبد يوم القيامة إلا العلم ; لأنه طلب من نبيه أن يطلب الزيادة منه - { وقل رب زدني علما } - فكيف يسأل عنه ؟ .

التالي السابق


( قوله : ثم في نقل ) أي في الفوائد آخر الفن الثالث من الأشباه عن المناقب البزازي وذكر الحلبي عبارته بتمامها ، واقتصر الشارح على محطها : أي المقصود منها .

( قوله : وفيها ) أي في الأشباه نقلا عن شرح البهجة للعراقي .

( قوله : غير الأنبياء ) كان ينبغي أن يقول والمبشرين بالجنة كالعشرة رضي الله تعالى عنهم قاله سيدي عبد الغني النابلسي في شرح هدية ابن العماد .

( قوله : له ) أي من الثواب الجزيل حيث أراد به تعالى الخير .

( قوله : وبه ) أي ولا يعلم ما أراد الله تعالى به من الصفات الحميدة .

( قوله : إلا الفقهاء ) المراد بهم العالمون بأحكام الله تعالى اعتقادا وعملا ; لأن تسمية علم الفروع فقها تسمية حادثة ، قال سيدي عبد الغني : ويؤيده ما مر من قول الحسن البصري إنما الفقيه المعرض عن الدنيا الراغب في الآخرة إلخ .

( قوله : وفيها كل شيء إلخ ) نقله في الأشباه عن الفصوص والظاهر أنها فصوص الحكم للشيخ الأكبر قدس سره الأنوار .

( قوله : إلا العلم ) أورد عليه الحموي أنه ورد في الحديث ما يفيد السؤال عن العلم ، ولفظه { لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره [ ص: 48 ] فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أي شيء اكتسبه ؟ وعن علمه ماذا صنع به } . وأجيب بأن المراد إلا طلب الزيادة من العلم وبه يصح التعليل .

واعترض بأنه يسأل عن طلبه هل قصد به الرياء أو الجاه . ويدل عليه ما في الحديث السابق { ولكن تعلمت العلم ليقال عالم . وقد قيل } إلخ .

أقول : الأوجه أن يقال المراد به العلم النافع الموصل إلى الله تعالى . وهو المقرون بحسن النية مع العمل به والتخلص من آفات النفس ، فلا يسأل عنه لأنه خير محض . بخلاف غيره فإنه يسأل صاحبه عنه ليعذبه به كما دل عليه تمام الحديث السابق : ولذا ورد في الحديث { إن الله تعالى يبعث العباد يوم القيامة ثم يبعث العلماء . ثم يقول : يا معشر العلماء إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم ، ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم . اذهبوا فقد غفرت لكم } هذا ما ظهر لي . والله تعالى أعلم




الخدمات العلمية