قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون .
nindex.php?page=treesubj&link=29003قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز أي أولم يعلموا كمال قدرتنا بسوقنا الماء إلى الأرض اليابسة التي لا نبات فيها لنحييها .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الجرز الأرض التي جرز نباتها ، أي قطع ; إما لعدم الماء وإما لأنه رعي وأزيل . ولا يقال للتي لا تنبت كالسباخ جرز ; ويدل عليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فنخرج به زرعا قال
ابن عباس : هي أرض
باليمن . وقال
مجاهد : هي أبين . وقال
عكرمة : هي الأرض الظمأى . وقال
الضحاك : هي الأرض الميتة العطشى . وقال
الفراء : هي الأرض التي لا نبات فيها . وقال
الأصمعي : هي الأرض التي لا تنبت شيئا . وقال
محمد بن يزيد : يبعد أن تكون لأرض بعينها لدخول الألف واللام ; إلا أنه يجوز على قول من قال :
العباس والضحاك . والإسناد عن
ابن عباس صحيح لا مطعن فيه . وهذا إنما هو نعت والنعت للمعرفة يكون بالألف واللام ; وهو مشتق من قولهم : رجل جروز إذا كان لا يبقي شيئا إلا أكله . قال الراجز :
خب جروز وإذا جاع بكى ويأكل التمر ولا يلقي النوى
وكذلك ناقة جروز : إذا كانت تأكل كل شيء تجده . وسيف جراز : أي قاطع ماض . وجرزت الجراد الزرع : إذا استأصلته بالأكل . وحكى
الفراء وغيره أنه يقال : أرض جرز وجرز وجرز وجرز . وكذلك بخل ورغب ورهب ; في الأربعة أربع لغات . وقد روي أن هذه الأرض لا أنهار فيها ، وهي بعيدة من البحر ، وإنما يأتيها في كل عام ودان فيزرعون ثلاث مرات في كل عام . وعن
مجاهد أيضا : أنها أرض النيل .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فنخرج به أي بالماء .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27زرعا تأكل منه أنعامهم من الكلأ والحشيش . وأنفسهم من الحب والخضر والفواكه .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أفلا يبصرون [ ص: 104 ] هذا فيعلمون أنا نقدر على إعادتهم . و ( فنخرج ) يكون معطوفا على ( نسوق ) أو منقطعا مما قبله .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27تأكل منه أنعامهم في موضع نصب على النعت .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29003قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ أَيْ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا كَمَالَ قُدْرَتِنَا بِسَوْقِنَا الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْيَابِسَةِ الَّتِي لَا نَبَاتَ فِيهَا لِنُحْيِيَهَا .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الْجُرُزُ الْأَرْضُ الَّتِي جُرِزَ نَبَاتُهَا ، أَيْ قُطِعَ ; إِمَّا لِعَدَمِ الْمَاءِ وَإِمَّا لِأَنَّهُ رُعِيَ وَأُزِيلَ . وَلَا يُقَالُ لِلَّتِي لَا تُنْبِتُ كَالسِّبَاخِ جُرُزٌ ; وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ أَرْضٌ
بِالْيَمَنِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هِيَ أَبْيَنُ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : هِيَ الْأَرْضُ الظَّمْأَى . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : هِيَ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ الْعَطْشَى . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ فِيهَا . وَقَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : هِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ شَيْئًا . وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : يَبْعُدُ أَنْ تَكُونَ لِأَرْضٍ بِعَيْنِهَا لِدُخُولِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ ; إِلَّا أَنَّهُ يَجُوزُ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ :
الْعَبَّاسُ وَالضَّحَّاكُ . وَالْإِسْنَادُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ صَحِيحٌ لَا مَطْعَنَ فِيهِ . وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ نَعْتٌ وَالنَّعْتُ لِلْمَعْرِفَةِ يَكُونُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ ; وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ : رَجُلٌ جَرُوزٌ إِذَا كَانَ لَا يُبْقِي شَيْئًا إِلَّا أَكَلَهُ . قَالَ الرَّاجِزُ :
خِبٌّ جَرُوزٌ وَإِذَا جَاعَ بَكَى وَيَأْكُلُ التَّمْرَ وَلَا يُلْقِي النَّوَى
وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ جَرُوزٌ : إِذَا كَانَتْ تَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ تَجِدُهُ . وَسَيْفٌ جُرَازٌ : أَيْ قَاطِعٌ مَاضٍ . وَجَرَزَتِ الْجَرَادُ الزَّرْعَ : إِذَا اسْتَأْصَلَتْهُ بِالْأَكْلِ . وَحَكَى
الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ يُقَالُ : أَرْضٌ جُرْزٌ وَجُرُزٌ وَجَرْزٌ وَجَرَزٌ . وَكَذَلِكَ بُخْلٌ وَرَغَبٌ وَرَهَبٌ ; فِي الْأَرْبَعَةِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ . وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ هَذِهِ الْأَرْضَ لَا أَنْهَارَ فِيهَا ، وَهِيَ بَعِيدَةٌ مِنَ الْبَحْرِ ، وَإِنَّمَا يَأْتِيهَا فِي كُلِّ عَامٍ وِدَانٌ فَيَزْرَعُونَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي كُلِّ عَامٍ . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ أَيْضًا : أَنَّهَا أَرْضُ النِّيلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27فَنُخْرِجُ بِهِ أَيْ بِالْمَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ مِنَ الْكَلَأِ وَالْحَشِيشِ . وَأَنْفُسُهُمْ مِنَ الْحَبِّ وَالْخُضَرِ وَالْفَوَاكِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27أَفَلَا يُبْصِرُونَ [ ص: 104 ] هَذَا فَيَعْلَمُونَ أَنَّا نَقْدِرُ عَلَى إِعَادَتِهِمْ . وَ ( فَنُخْرِجُ ) يَكُونُ مَعْطُوفًا عَلَى ( نَسُوقُ ) أَوْ مُنْقَطِعًا مِمَّا قَبْلَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=27تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى النَّعْتِ .