nindex.php?page=treesubj&link=33679قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10ولقد آتينا داود منا فضلا بين لمنكري نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم أن إرسال الرسل ليس أمرا بدعا ، بل أرسلنا الرسل وأيدناهم بالمعجزات ، وأحللنا بمن خالفهم العقاب . ( آتينا ) أعطينا . ( فضلا ) أي أمرا فضلناه به على غيره . واختلف في هذا الفضل على تسعة أقوال : الأول : النبوة . الثاني : الزبور . الثالث : العلم ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=15ولقد آتينا داود وسليمان علما . الرابع - القوة ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=17واذكر عبدنا داود ذا الأيد . الخامس : تسخير الجبال والناس ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10يا جبال أوبي معه . السادس : التوبة ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=25فغفرنا له ذلك . السابع : الحكم بالعدل ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=26يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض الآية . الثامن : إلانة الحديد ، قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وألنا له الحديد . التاسع : حسن الصوت ، وكان ،
داود عليه السلام ذا صوت حسن ووجه حسن . وحسن الصوت هبة من الله تعالى وتفضل منه ، وهو المراد بقوله تبارك وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1يزيد في الخلق ما يشاء على ما يأتي إن شاء الله تعالى . وقال صلى الله عليه وسلم
لأبي موسى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832408لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود . قال
[ ص: 240 ] العلماء : المزمار والمزمور الصوت الحسن ، وبه سميت آلة الزمر مزمارا . وقد استحسن كثير من فقهاء الأمصار
nindex.php?page=treesubj&link=29585_32262القراءة بالتزيين والترجيع . وقد مضى هذا في مقدمة الكتاب والحمد لله .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10يا جبال أوبي معه أي وقلنا يا جبال أوبي معه ، أي سبحي معه ، لأنه قال تبارك وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=18إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق . قال
أبو ميسرة : هو التسبيح بلسان
الحبشة ، ومعنى تسبيح الجبال : هو أن الله تعالى خلق فيها تسبيحا كما خلق الكلام في الشجرة ، فيسمع منها ما يسمع من المسبح معجزة
لداود عليه الصلاة والسلام . وقيل : المعنى سيري معه حيث شاء ; من التأويب الذي هو سير النهار أجمع ومنزل الليل . قال
ابن مقبل :
لحقنا بحي أوبوا السير بعدما دفعنا شعاع الشمس والطرف يجنح
وقرأ
الحسن وقتادة وغيرهما : ( أوبي معه ) أي رجعي معه ; من آب يئوب إذا رجع ، أوبا وأوبة وإيابا . وقيل : المعنى تصرفي معه على ما يتصرف عليه
داود بالنهار ، فكان إذا قرأ الزبور صوتت الجبال معه ، وأصغت إليه الطير ، فكأنها فعلت ما فعل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : المعنى نوحي معه والطير تساعده على ذلك ، فكان إذا نادى بالنياحة أجابته الجبال بصداها ، وعكفت الطير عليه من فوقه . فصدى الجبال الذي يسمعه الناس إنما كان من ذلك اليوم إلى هذه الساعة ; فأيد بمساعدة الجبال والطير لئلا يجد فترة ، فإذا دخلت الفترة اهتاج ، أي ثار وتحرك ، وقوي بمساعدة الجبال والطير . وكان قد أعطي من الصوت ما يتزاحم الوحوش من الجبال على حسن صوته ، وكان الماء الجاري ينقطع عن الجري وقوفا لصوته . ( والطير ) بالرفع قراءة
ابن أبي إسحاق ونصر عن
عاصم وابن هرمز nindex.php?page=showalam&ids=17088ومسلمة بن عبد الملك ، عطفا على لفظ الجبال ، أو على المضمر في ( أوبي ) وحسنه الفصل بمع . الباقون بالنصب عطفا على موضع ( يا جبال ) أي نادينا الجبال والطير ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . وعند
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء بإضمار فعل على معنى وسخرنا له الطير . وقال
الكسائي : هو معطوف ، أي وآتيناه الطير ، حملا على
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10ولقد آتينا داود منا فضلا .
النحاس : ويجوز أن يكون مفعولا معه ، كما تقول : استوى الماء والخشبة . وسمعت
الزجاج يجيز : قمت وزيدا ، فالمعنى أوبي معه ومع الطير .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وألنا له الحديد قال
ابن عباس : صار عنده كالشمع . وقال
الحسن : كالعجين ، فكان يعمله من غير نار . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كان الحديد في يده كالطين المبلول والعجين والشمع ، يصرفه كيف شاء ،
[ ص: 241 ] من غير إدخال نار ولا ضرب بمطرقة . وقاله
مقاتل . وكان يفرغ من الدرع في بعض اليوم أو بعض الليل ، ثمنها ألف درهم . وقيل : أعطي قوة يثني بها الحديد ، وسبب ذلك أن
داود عليه السلام ، لما ملك
بني إسرائيل لقي ملكا
وداود يظنه إنسانا ،
وداود متنكر خرج يسأل عن نفسه وسيرته في
بني إسرائيل في خفاء ، فقال
داود لذلك الشخص الذي تمثل له : ( ما قولك في هذا الملك
داود ) ؟ فقال له الملك ( نعم العبد لولا خلة فيه ) قال
داود : ( وما هي ) ؟ قال : ( يرتزق من بيت المال ولو أكل من عمل يده لتمت فضائله ) . فرجع فدعا الله في أن يعلمه صنعة ويسهلها عليه ، فعلمه صنعة لبوس كما قال جل وعز في سورة ( الأنبياء ) ، فألان له الحديد فصنع الدروع ، فكان يصنع الدرع فيما بين يومه وليلته يساوي ألف درهم ، حتى ادخر منها كثيرا وتوسعت معيشة منزله ، وتصدق على الفقراء والمساكين ، وكان ينفق ثلث المال في مصالح المسلمين ، وهو
nindex.php?page=treesubj&link=31956أول من اتخذ الدروع وصنعها وكانت قبل ذلك صفائح . ويقال : إنه كان يبيع كل درع منها بأربعة آلاف . والدرع مؤنثة إذا كانت للحرب . ودرع المرأة مذكر .
مسألة : في هذه الآية دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=24476_24475تعلم أهل الفضل الصنائع ، وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم ، بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم ; إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم والاستغناء عن غيرهم ، وكسب الحلال الخلي عن الامتنان . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=832409إن nindex.php?page=treesubj&link=24477خير ما أكل المرء من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) . وقد مضى هذا في ( الأنبياء ) مجودا والحمد لله .
nindex.php?page=treesubj&link=33679قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا بَيَّنَ لِمُنْكِرِي نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ إِرْسَالَ الرُّسُلِ لَيْسَ أَمْرًا بِدْعًا ، بَلْ أَرْسَلْنَا الرُّسُلَ وَأَيَّدْنَاهُمْ بِالْمُعْجِزَاتِ ، وَأَحْلَلْنَا بِمَنْ خَالَفَهُمُ الْعِقَابَ . ( آتَيْنَا ) أَعْطَيْنَا . ( فَضْلًا ) أَيْ أَمْرًا فَضَّلْنَاهُ بِهِ عَلَى غَيْرِهِ . وَاخْتُلِفَ فِي هَذَا الْفَضْلِ عَلَى تِسْعَةِ أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ : النُّبُوَّةُ . الثَّانِي : الزَّبُورُ . الثَّالِثُ : الْعِلْمُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=15وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا . الرَّابِعُ - الْقُوَّةُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=17وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ . الْخَامِسُ : تَسْخِيرُ الْجِبَالِ وَالنَّاسِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ . السَّادِسُ : التَّوْبَةُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=25فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ . السَّابِعُ : الْحُكْمُ بِالْعَدْلِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=26يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ الْآيَةَ . الثَّامِنُ : إِلَانَةُ الْحَدِيدِ ، قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ . التَّاسِعُ : حُسْنُ الصَّوْتِ ، وَكَانَ ،
دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَا صَوْتٍ حَسَنٍ وَوَجْهٍ حَسَنٍ . وَحُسْنُ الصَّوْتِ هِبَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَتَفَضُّلٌ مِنْهُ ، وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ عَلَى مَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِأَبِي مُوسَى :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832408لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ . قَالَ
[ ص: 240 ] الْعُلَمَاءُ : الْمِزْمَارُ وَالْمَزْمُورُ الصَّوْتُ الْحَسَنُ ، وَبِهِ سُمِّيَتْ آلَةُ الزَّمْرِ مِزْمَارًا . وَقَدِ اسْتَحْسَنَ كَثِيرٌ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ
nindex.php?page=treesubj&link=29585_32262الْقِرَاءَةُ بِالتَّزْيِينِ وَالتَّرْجِيعِ . وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي مُقَدِّمَةِ الْكِتَابِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ أَيْ وَقُلْنَا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ، أَيْ سَبِّحِي مَعَهُ ، لِأَنَّهُ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=18إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ . قَالَ
أَبُو مَيْسَرَةَ : هُوَ التَّسْبِيحُ بِلِسَانِ
الْحَبَشَةِ ، وَمَعْنَى تَسْبِيحِ الْجِبَالِ : هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ فِيهَا تَسْبِيحًا كَمَا خَلَقَ الْكَلَامَ فِي الشَّجَرَةِ ، فَيُسْمَعُ مِنْهَا مَا يُسْمَعُ مِنَ الْمُسَبِّحِ مُعْجِزَةً
لِدَاوُدَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى سِيرِي مَعَهُ حَيْثُ شَاءَ ; مِنَ التَّأْوِيبِ الَّذِي هُوَ سَيْرُ النَّهَارِ أَجْمَعَ وَمَنْزِلُ اللَّيْلِ . قَالَ
ابْنُ مُقْبِلٍ :
لَحِقْنَا بِحَيٍّ أَوَّبُوا السَّيْرَ بَعْدَمَا دَفَعْنَا شُعَاعَ الشَّمْسِ وَالطَّرْفُ يَجْنَحُ
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمَا : ( أَوِّبِي مَعَهُ ) أَيْ رَجِّعِي مَعَهُ ; مِنْ آبَ يَئُوبُ إِذَا رَجَعَ ، أَوْبًا وَأَوْبَةً وَإِيَابًا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى تَصَرَّفِي مَعَهُ عَلَى مَا يَتَصَرَّفُ عَلَيْهِ
دَاوُدُ بِالنَّهَارِ ، فَكَانَ إِذَا قَرَأَ الزَّبُورَ صَوَّتَتِ الْجِبَالُ مَعَهُ ، وَأَصْغَتْ إِلَيْهِ الطَّيْرُ ، فَكَأَنَّهَا فَعَلَتْ مَا فَعَلَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : الْمَعْنَى نُوحِي مَعَهُ وَالطَّيْرُ تُسَاعِدُهُ عَلَى ذَلِكَ ، فَكَانَ إِذَا نَادَى بِالنِّيَاحَةِ أَجَابَتْهُ الْجِبَالُ بِصَدَاهَا ، وَعَكَفَتِ الطَّيْرُ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقِهِ . فَصَدَى الْجِبَالُ الَّذِي يَسْمَعُهُ النَّاسُ إِنَّمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ ; فَأُيِّدَ بِمُسَاعَدَةِ الْجِبَالِ وَالطَّيْرِ لِئَلَّا يَجِدَ فَتْرَةً ، فَإِذَا دَخَلَتِ الْفَتْرَةُ اهْتَاجَ ، أَيْ ثَارَ وَتَحَرَّكَ ، وَقَوِيَ بِمُسَاعَدَةِ الْجِبَالِ وَالطَّيْرِ . وَكَانَ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الصَّوْتِ مَا يَتَزَاحَمُ الْوُحُوشُ مِنَ الْجِبَالِ عَلَى حُسْنِ صَوْتِهِ ، وَكَانَ الْمَاءُ الْجَارِي يَنْقَطِعُ عَنِ الْجَرْيِ وُقُوفًا لِصَوْتِهِ . ( وَالطَّيْرُ ) بِالرَّفْعِ قِرَاءَةُ
ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَنَصْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ وَابْنِ هُرْمُزَ nindex.php?page=showalam&ids=17088وَمَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَطْفًا عَلَى لَفْظِ الْجِبَالِ ، أَوْ عَلَى الْمُضْمَرِ فِي ( أَوِّبِي ) وَحَسَّنَهُ الْفَصْلُ بِمَعَ . الْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى مَوْضِعِ ( يَا جِبَالُ ) أَيْ نَادَيْنَا الْجِبَالَ وَالطَّيْرَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ . وَعِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ عَلَى مَعْنَى وَسَخَّرْنَا لَهُ الطَّيْرَ . وَقَالَ
الْكِسَائِيُّ : هُوَ مَعْطُوفٌ ، أَيْ وَآتَيْنَاهُ الطَّيْرَ ، حَمْلًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا .
النَّحَّاسُ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا مَعَهُ ، كَمَا تَقُولُ : اسْتَوَى الْمَاءُ وَالْخَشَبَةَ . وَسَمِعْتُ
الزَّجَّاجَ يُجِيزُ : قُمْتُ وَزَيْدًا ، فَالْمَعْنَى أَوِّبِي مَعَهُ وَمَعَ الطَّيْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=10وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : صَارَ عِنْدَهُ كَالشَّمْعِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : كَالْعَجِينِ ، فَكَانَ يَعْمَلُهُ مِنْ غَيْرِ نَارٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : كَانَ الْحَدِيدُ فِي يَدِهِ كَالطِّينِ الْمَبْلُولِ وَالْعَجِينِ وَالشَّمْعِ ، يَصْرِفُهُ كَيْفَ شَاءَ ،
[ ص: 241 ] مِنْ غَيْرِ إِدْخَالِ نَارٍ وَلَا ضَرْبٍ بِمِطْرَقَةٍ . وَقَالَهُ
مُقَاتِلٌ . وَكَانَ يَفْرُغُ مِنَ الدِّرْعِ فِي بَعْضِ الْيَوْمِ أَوْ بَعْضِ اللَّيْلِ ، ثَمَنُهَا أَلْفُ دِرْهَمٍ . وَقِيلَ : أُعْطِيَ قُوَّةً يَثْنِي بِهَا الْحَدِيدَ ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ
دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، لَمَّا مَلَكَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ لَقِيَ مَلَكًا
وَدَاوُدُ يَظُنُّهُ إِنْسَانًا ،
وَدَاوُدُ مُتَنَكِّرٌ خَرَجَ يَسْأَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَسِيرَتِهِ فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي خَفَاءٍ ، فَقَالَ
دَاوُدُ لِذَلِكَ الشَّخْصِ الَّذِي تَمَثَّلَ لَهُ : ( مَا قَوْلُكَ فِي هَذَا الْمَلِكِ
دَاوُدَ ) ؟ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ ( نِعْمَ الْعَبْدُ لَوْلَا خَلَّةٌ فِيهِ ) قَالَ
دَاوُدُ : ( وَمَا هِيَ ) ؟ قَالَ : ( يَرْتَزِقُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَلَوْ أَكَلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ لَتَمَّتْ فَضَائِلُهُ ) . فَرَجَعَ فَدَعَا اللَّهَ فِي أَنْ يُعَلِّمَهُ صَنْعَةً وَيُسَهِّلَهَا عَلَيْهِ ، فَعَلَّمَهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَزَّ فِي سُورَةِ ( الْأَنْبِيَاءٍ ) ، فَأَلَانَ لَهُ الْحَدِيدَ فَصَنَعَ الدُّرُوعَ ، فَكَانَ يَصْنَعُ الدِّرْعَ فِيمَا بَيْنَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ يُسَاوِي أَلْفَ دِرْهَمٍ ، حَتَّى ادَّخَرَ مِنْهَا كَثِيرًا وَتَوَسَّعَتْ مَعِيشَةُ مَنْزِلِهِ ، وَتَصَدَّقَ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، وَكَانَ يُنْفِقُ ثُلُثَ الْمَالِ فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=31956أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الدُّرُوعَ وَصَنَعَهَا وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ صَفَائِحَ . وَيُقَالُ : إِنَّهُ كَانَ يَبِيعُ كُلَّ دِرْعٍ مِنْهَا بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ . وَالدِّرْعُ مُؤَنَّثَةٌ إِذَا كَانَتْ لِلْحَرْبِ . وَدِرْعُ الْمَرْأَةِ مُذَكَّرٌ .
مَسْأَلَةٌ : فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=24476_24475تَعَلُّمِ أَهْلِ الْفَضْلِ الصَّنَائِعَ ، وَأَنَّ التَّحَرُّفَ بِهَا لَا يُنْقِصُ مِنْ مَنَاصِبِهِمْ ، بَلْ ذَلِكَ زِيَادَةٌ فِي فَضْلِهِمْ وَفَضَائِلِهِمْ ; إِذْ يَحْصُلُ لَهُمُ التَّوَاضُعُ فِي أَنْفُسِهِمْ وَالِاسْتِغْنَاءُ عَنْ غَيْرِهِمْ ، وَكَسْبُ الْحَلَالِ الْخَلِيِّ عَنِ الِامْتِنَانِ . وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=832409إِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=24477خَيْرَ مَا أَكَلَ الْمَرْءُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ) . وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي ( الْأَنْبِيَاءِ ) مُجَوَّدًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .