قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قال
الحسن : يعني بين
اليمن والشام . والقرى التي بورك فيها :
الشام والأردن وفلسطين . والبركة : قيل إنها كانت أربعة آلاف وسبعمائة قرية بورك فيها بالشجر والثمر والماء . ويحتمل أن يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18باركنا فيها بكثرة العدد .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18قرى ظاهرة قال
ابن عباس : يريد بين
المدينة والشام . وقال
قتادة :
[ ص: 261 ] معنى ( ظاهرة ) : متصلة على طريق يغدون فيقيلون في قرية ويروحون فيبيتون في قرية . وقيل : كان على كل ميل قرية بسوق ، وهو سبب أمن الطريق . قال
الحسن : كانت المرأة تخرج معها مغزلها وعلى رأسها مكتلها ثم تلتهي بمغزلها فلا تأتي بيتها حتى يمتلئ مكتلها من كل الثمار ، فكان ما بين
الشام واليمن كذلك . وقيل ( ظاهرة ) أي مرتفعة ، قاله
المبرد . وقيل : إنما قيل لها ( ظاهرة ) لظهورها ، أي إذا خرجت عن هذه ظهرت لك الأخرى ، فكانت قرى ظاهرة أي معروفة ، يقال : هذا أمر ظاهر أي معروف .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18وقدرنا فيها السير أي جعلنا السير بين قراهم وبين القرى التي باركنا فيها سيرا مقدرا من منزل إلى منزل ، ومن قرية إلى قرية ، أي جعلنا بين كل قريتين نصف يوم حتى يكون المقيل في قرية والمبيت في قرية أخرى . وإنما يبالغ الإنسان في السير لعدم الزاد والماء ولخوف الطريق ، فإذا وجد الزاد والأمن لم يحمل على نفسه المشقة ونزل أينما أراد .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18سيروا فيها أي وقلنا لهم سيروا فيها ، أي في هذه المسافة فهو أمر تمكين ، أي كانوا يسيرون فيها إلى مقاصدهم إذا أرادوا آمنين ، فهو أمر بمعنى الخبر ، وفيه إضمار القول .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18ليالي وأياما آمنين ظرفان ( آمنين ) نصب على الحال . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18ليالي وأياما بلفظ النكرة تنبيها على قصر أسفارهم ; أي كانوا لا يحتاجون إلى طول السفر لوجود ما يحتاجون إليه . قال
قتادة : كانوا يسيرون غير خائفين ولا جياع ولا ظماء ، وكانوا يسيرون مسيرة أربعة أشهر في أمان لا يحرك بعضهم بعضا ، ولو لقي الرجل قاتل أبيه لا يحركه .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29005قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قَالَ
الْحَسَنُ : يَعْنِي بَيْنَ
الْيَمَنِ وَالشَّامِ . وَالْقُرَى الَّتِي بُورِكَ فِيهَا :
الشَّامُ وَالْأُرْدُنُ وَفِلَسْطِينُ . وَالْبَرَكَةُ : قِيلَ إِنَّهَا كَانَتْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَسَبْعَمِائَةِ قَرْيَةٍ بُورِكَ فِيهَا بِالشَّجَرِ وَالثَّمَرِ وَالْمَاءِ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18بَارَكْنَا فِيهَا بِكَثْرَةِ الْعَدَدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18قُرًى ظَاهِرَةً قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ بَيْنَ
الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ :
[ ص: 261 ] مَعْنَى ( ظَاهِرَةً ) : مُتَّصِلَةٌ عَلَى طَرِيقٍ يَغْدُونَ فَيَقِيلُونَ فِي قَرْيَةٍ وَيَرُوحُونَ فَيَبِيتُونَ فِي قَرْيَةٍ . وَقِيلَ : كَانَ عَلَى كُلِّ مِيلٍ قَرْيَةٌ بِسُوقٍ ، وَهُوَ سَبَبُ أَمْنِ الطَّرِيقِ . قَالَ
الْحَسَنُ : كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَخْرُجُ مَعَهَا مِغْزَلُهَا وَعَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلُهَا ثُمَّ تَلْتَهِي بِمِغْزَلِهَا فَلَا تَأْتِي بَيْتَهَا حَتَّى يَمْتَلِئَ مِكْتَلُهَا مِنْ كُلِّ الثِّمَارِ ، فَكَانَ مَا بَيْنَ
الشَّامِ وَالْيَمَنِ كَذَلِكَ . وَقِيلَ ( ظَاهِرَةً ) أَيْ مُرْتَفِعَةً ، قَالَهُ
الْمُبَرِّدُ . وَقِيلَ : إِنَّمَا قِيلَ لَهَا ( ظَاهِرَةً ) لِظُهُورِهَا ، أَيْ إِذَا خَرَجَتْ عَنْ هَذِهِ ظَهَرَتْ لَكَ الْأُخْرَى ، فَكَانَتْ قُرًى ظَاهِرَةً أَيْ مَعْرُوفَةً ، يُقَالُ : هَذَا أَمْرٌ ظَاهِرٌ أَيْ مَعْرُوفٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ أَيْ جَعَلْنَا السَّيْرَ بَيْنَ قُرَاهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا سَيْرًا مُقَدَّرًا مِنْ مَنْزِلٍ إِلَى مَنْزِلٍ ، وَمِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ ، أَيْ جَعَلْنَا بَيْنَ كُلِّ قَرْيَتَيْنِ نِصْفَ يَوْمٍ حَتَّى يَكُونَ الْمَقِيلُ فِي قَرْيَةٍ وَالْمَبِيتُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى . وَإِنَّمَا يُبَالِغُ الْإِنْسَانُ فِي السَّيْرِ لِعَدَمِ الزَّادِ وَالْمَاءِ وَلِخَوْفِ الطَّرِيقِ ، فَإِذَا وَجَدَ الزَّادَ وَالْأَمْنَ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى نَفْسِهِ الْمَشَقَّةَ وَنَزَلَ أَيْنَمَا أَرَادَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18سِيرُوا فِيهَا أَيْ وَقُلْنَا لَهُمْ سِيرُوا فِيهَا ، أَيْ فِي هَذِهِ الْمَسَافَةِ فَهُوَ أَمْرُ تَمْكِينٍ ، أَيْ كَانُوا يَسِيرُونَ فِيهَا إِلَى مَقَاصِدِهِمْ إِذَا أَرَادُوا آمِنِينَ ، فَهُوَ أَمْرٌ بِمَعْنَى الْخَبَرِ ، وَفِيهِ إِضْمَارُ الْقَوْلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ظَرْفَانِ ( آمِنِينَ ) نُصِبَ عَلَى الْحَالِ . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=18لَيَالِيَ وَأَيَّامًا بِلَفْظِ النَّكِرَةِ تَنْبِيهًا عَلَى قِصَرِ أَسْفَارِهِمْ ; أَيْ كَانُوا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى طُولِ السَّفَرِ لِوُجُودِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ . قَالَ
قَتَادَةُ : كَانُوا يَسِيرُونَ غَيْرَ خَائِفِينَ وَلَا جِيَاعٍ وَلَا ظِمَاءٍ ، وَكَانُوا يَسِيرُونَ مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فِي أَمَانٍ لَا يُحَرِّكُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَلَوْ لَقِيَ الرَّجُلُ قَاتِلَ أَبِيهِ لَا يُحَرِّكُهُ .