الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ثم يرفع رأسه ويقول : سمع الله لمن حمده ، ويقول المؤتم : ربنا لك الحمد ، ولا يقولها الإمام عند أبي حنيفة رحمه الله ، وقالا يقولها في نفسه ) لما روى أبو هريرة رضي الله عنه [ ص: 299 ] { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الذكرين } ولأنه حرض غيره فلا ينسى نفسه .

وله قوله عليه الصلاة والسلام { إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد } هذه قسمة وأنها تنافي الشركة ، لهذا لا يأتي المؤتم بالتسميع عندنا خلافا للشافعي رحمه الله ، ولأنه يقع تحميده بعد تحميد المقتدي ، وهو خلاف موضع الإمامة ، وما رواه محمول على حالة الانفراد ( والمنفرد يجمع بينهما في الأصح ) وإن كان يروى الاكتفاء [ ص: 300 ] بالتسميع ويروى بالتحميد ، والإمام بالدلالة عليه آت به معنى

التالي السابق


( قوله سمع الله لمن حمده ) أي قبل ، يقال سمع الأمير كلام زيد أي قبله فهو دعاء بقبول الحمد ( قوله وقالا يقولها في نفسه ) واتفقوا أن المؤتم لا يذكر التسميع .

وفي شرح الأقطع عن أبي حنيفة رضي الله عنه : يجمع بينهما [ ص: 299 ] الإمام والمأموم ( قوله { كان يجمع بين الذكرين } ) عن أبي هريرة رضي الله عنه { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر حين يركع ، ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركوع ، ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد ، ثم يكبر حين يهوي ساجدا } الحديث .

وفيه ترجيح مقارنة الانتقال بالتكبير كما هو في الجامع الصغير ، وأن التسميع يذكر حالة الانتقال والتحميد حالة القيام ، وعلى وقفه ذكر في جامع التمرتاشي وقال فيه : فإن لم يأت بالتسميع حالة الرفع لا يأتي به حالة الاستواء ، وقيل يأتي بهما ، ثم هذا يؤيد ذلك الإشكال السابق في القاعدة : كل قيام فيه ذكر مسنون يسن فيه الاعتماد وإلا فلا ، ففي تفريعهم عليها عدم الاعتماد في القومة نظر ( قوله وله قوله عليه الصلاة والسلام ) هذا بقية الحديث الذي قدمنا روايته لمالك في عدم قول [ ص: 300 ] الإمام آمين عنده .

ولفظه فيه { وإذا قال سمع الله لمن حمده } بدون ذكر لفظ الإمام لتقدم ذكره ثم الربط بالضمائر ، وجه منافاتها الشركة أنه شارع في بيان ما على المقتدي من المتابعة وقد جعله جملة جزاء شرط تسميع الإمام ، فلو شرع له التسميع لم يكن الجزاء لأن جزاء الشيء ليس عينه ، ولبينه لأنه في مقام التعليم ، وحينئذ إن أقمنا ركن المعارضة كان هذا أرجح ; لأن قوله مقدم على فعله عند التعارض لأنه تشريع لا يحتمل الخصوصية بخلاف فعله .

وإن جمعنا دفعا للمعارضة كان بحمل الجمع على حالة الانفراد وإن كان الظاهر من الحديث أن ذلك في عموم صلاته ( قوله والإمام بالدلالة عليه آت به معنى ) قال صلى الله عليه وسلم { الدال على الخير كفاعله } .




الخدمات العلمية