الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما أقل الطهر بين الحيضتين فخمسة عشر يوما ، فهو قول أبى حنيفة وأكثر الفقهاء ، وقال مالك : أقله عشرة أيام ، وقال أحمد وإسحاق لا حد لأقله .

                                                                                                                                            ودليلنا مع اعتبار العادة قوله صلى الله عليه وسلم " تقعد شطر دهرها لا تصلي " ، ولأن الشرع قد استقر نصا بأن الشهر في مقابلة قرء جامع لحيض وطهر : لأن الله تعالى جعل ثلاثة أشهر على المؤيسة في مقابلة ثلاثة أقراء في العدة ، ولا يخلو ذلك من أربعة أحوال إما لأن الشهر يجمع أكثر الحيض ، وأكثر الطهر ، أو لأنه يجمع أقل الحيض ، وأقل الطهر أو لأنه يجمع أكثر الحيض ، وأقل الطهر أو لأنه يجمع أقل الحيض وأكثر الطهر ، فلم يجز أن يكون جامعا لأكثر الأمرين : لأن [ أكثر الطهر غير محدود ولم يجز أن يكون جامعا ، لأقل الأمرين : ] لأنه يكون أقل من شهر ، ولم يجز أن يكون جامعا لأقل الحيض وأكثر الطهر ، لأنه يتجاوز الشهر فثبت أنه جامع لأكثر الحيض وأقل الطهر ، فلما كان أكثر الحيض خمسة عشر يوما بما دللنا ثبت أن أقل الطهر خمسة عشر يوما .

                                                                                                                                            [ ص: 436 ]

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية