الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر نهب جلال الدين بلد الإسماعيلية .

في هذه السنة قتل الإسماعيلية أميرا كبيرا من أمراء جلال الدين ، وكان قد أقطعه جلال الدين مدينة كنجة وأعمالها ، وكان نعم الأمير ، كثير الخير ، حسن السيرة ، [ ص: 424 ] ينكر على جلال الدين ما يفعله عسكره من النهب وغيره من الشر .

فلما قتل ذلك الأمير ، عظم قتله على جلال الدين ، واشتد عليه ، فسار في عساكره إلى بلاد الإسماعيلية ، من حدود ألموت إلى كردكوه بخراسان ، فخرب الجميع ، وقتل أهلها ، ونهب الأموال ، وسبى الحريم ، واسترق الأولاد ، وقتل الرجال ، وعمل بهم الأعمال العظيمة ، وانتقم منهم ، وكانوا قد عظم شرهم وازداد ضرهم ، وطمعوا مذ خرج التتر إلى بلاد الإسلام إلى الآن ، فكف عاديتهم وقمعهم ، ولقاهم الله ما عملوا بالمسلمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية