قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=72وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون
[ ص: 105 ] نزلت في
كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وغيرهما ، قالوا للسفلة من قومهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=72آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار ، يعني أوله . وسمي وجها لأنه أحسنه ، وأول ما يواجه منه أوله . قال الشاعر :
وتضيء في وجه النهار منيرة كجمانة البحري سل نظامها
وقال آخر :
من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار
وهو منصوب على الظرف ، وكذلك ( آخره ) . ومذهب
قتادة أنهم فعلوا ذلك ليشككوا المسلمين . والطائفة : الجماعة ، من طاف يطوف ، وقد يستعمل للواحد على معنى نفس طائفة . ومعنى الآية أن
اليهود قال بعضهم لبعض : أظهروا الإيمان
بمحمد في أول النهار ثم اكفروا به آخره ; فإنكم إذا فعلتم ذلك ظهر لمن يتبعه ارتياب في دينه فيرجعون عن دينه إلى دينكم ، ويقولون إن
أهل الكتاب أعلم به منا . وقيل : المعنى آمنوا بصلاته في أول النهار إلى
بيت المقدس فإنه الحق ، واكفروا بصلاته آخر النهار إلى
الكعبة لعلهم يرجعون إلى قبلتكم ; عن
ابن عباس وغيره . وقال
مقاتل : معناه أنهم جاءوا
محمدا - صلى الله عليه وسلم - أول النهار ورجعوا من عنده فقالوا للسفلة : هو حق فاتبعوه ، ثم قالوا : حتى ننظر في التوراة ثم رجعوا في آخر النهار فقالوا : قد نظرنا في التوراة فليس هو به . يقولون إنه ليس بحق ، وإنما أرادوا أن يلبسوا على السفلة وأن يشككوا فيه .
قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=72وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
[ ص: 105 ] نَزَلَتْ فِي
كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ وَمَالِكِ بْنِ الصَّيْفِ وَغَيْرِهِمَا ، قَالُوا لِلسِّفْلَةِ مِنْ قَوْمِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=72آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ ، يَعْنِي أَوَّلَهُ . وَسُمِّيَ وَجْهًا لِأَنَّهُ أَحْسَنُهُ ، وَأَوَّلُ مَا يُوَاجَهُ مِنْهُ أَوَّلُهُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
وَتُضِيءُ فِي وَجْهِ النَّهَارِ مُنِيرَةٌ كَجُمَانَةِ الْبَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَا
وَقَالَ آخَرُ :
مَنْ كَانَ مَسْرُورًا بِمَقْتَلِ مَالِكٍ فَلْيَأْتِ نِسْوَتَنَا بِوَجْهِ نَهَارٍ
وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الظَّرْفِ ، وَكَذَلِكَ ( آخِرَهُ ) . وَمَذْهَبُ
قَتَادَةَ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ لِيُشَكِّكُوا الْمُسْلِمِينَ . وَالطَّائِفَةُ : الْجَمَاعَةُ ، مِنْ طَافَ يَطُوفُ ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ لِلْوَاحِدِ عَلَى مَعْنَى نَفْسِ طَائِفَةٍ . وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّ
الْيَهُودَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَظْهِرُوا الْإِيمَانَ
بِمُحَمَّدٍ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ ثُمَّ اكْفُرُوا بِهِ آخِرَهُ ; فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ ظَهَرَ لِمَنْ يَتَّبِعُهُ ارْتِيَابٌ فِي دِينِهِ فَيَرْجِعُونَ عَنْ دِينِهِ إِلَى دِينِكُمْ ، وَيَقُولُونَ إِنَّ
أَهْلَ الْكِتَابِ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى آمِنُوا بِصَلَاتِهِ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَإِنَّهُ الْحَقُّ ، وَاكْفُرُوا بِصَلَاتِهِ آخِرَ النَّهَارِ إِلَى
الْكَعْبَةِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى قِبْلَتِكُمْ ; عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ جَاءُوا
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوَّلَ النَّهَارِ وَرَجَعُوا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالُوا لِلسِّفْلَةِ : هُوَ حَقٌّ فَاتَّبِعُوهُ ، ثُمَّ قَالُوا : حَتَّى نَنْظُرَ فِي التَّوْرَاةِ ثُمَّ رَجَعُوا فِي آخِرِ النَّهَارِ فَقَالُوا : قَدْ نَظَرْنَا فِي التَّوْرَاةِ فَلَيْسَ هُوَ بِهِ . يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ بِحَقٍّ ، وَإِنَّمَا أَرَادُوا أَنْ يُلْبِسُوا عَلَى السِّفْلَةِ وَأَنْ يُشَكِّكُوا فِيهِ .