الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وما تراه ) من لون ككدرة وتربية ( في مدته ) المعتادة ( سوى بياض خالص ) قيل هو شيء يشبه الخيط الأبيض

التالي السابق


( قوله ككدرة وتربية ) اعلم أن ألوان الدماء ستة : هذان والسواد والحمرة والصفرة والخضرة .

ثم الكدرة ما هو كالماء الكدر ، والتربية نوع من الكدرة على لون التراب بتشديد الياء وتخفيفها بغير همزة نسبة إلى الترب بمعنى التراب ، والصفرة كصفرة القز والتبن أو السن على الاختلاف ; ثم المعتبر حالة الرؤية لا حالة التغير ; كما لو رأت بياضا فاصفر باليبس أو رأت حمرة أو صفرة فابيضت باليبس . وأنكر أبو يوسف الكدرة في أول الحيض دون آخره ، ومنهم من أنكر الخضرة . والصحيح أنها حيض من ذوات الأقراء دون الآيسة . وبعضهم قال : فيما عدا السواد والحمرة لو وجدته عجوز على الكرسف فهو حيض إن كانت مدة وضعه قريبة وإلا فلا .

مطلب لو أفتى مفت بشيء من هذه الأقوال في مواضع الضرورة طلبا للتيسير كان حسنا

وفي المعراج عن فخر الأئمة : لو أفتى مفت بشيء من هذه الأقوال في مواضع الضرورة طلبا للتيسير كان حسنا . ا هـ وخصه بالضرورة ; لأن هذه الألوان كلها حيض في أيامه لما في موطأ مالك " كانت النساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة من دم الحيض لتنظر إليه فتقول : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء تريد بذلك الطهر من الحيض " ا هـ والدرجة : بضم الدال وفتح الجيم خرقة ونحوها تدخلها المرأة في فرجها لتعرف أزال الدم أم لا . والقصة بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة الجصة ; والمعنى أن تخرج الدرجة كأنها قصة لا يخالطها صفرة ولا تربية ; وهو مجاز عن الانقطاع .

وفي شرح الوقاية : وضع الكرسف مستحب للبكر في الحيض وللثيب في كل حال ، وموضعه موضع البكارة ، ويكره في الفرج الداخل . ا هـ .

وفي غيره أنه سنة للثيب في الحيض مستحب في الطهر ، ولو صلتا بدونه جاز . ا هـ ملخصا من البحر وغيره . والكرسف : بضم الكاف والسين المهملة بينهما راء ساكنة القطن . وفي اصطلاح الفقهاء : ما يوضع على فم الفرج ( قوله في مدته ) احتراز عما تراه الصغيرة ، وكذا الآيسة في كل ما تراه مطلقا أو سوى الدم الخالص على ما سيأتي ( قوله المعتادة ) احتراز عما زاد على العادة وجاوز العشرة فإنه ليس بحيض




الخدمات العلمية