الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه : قيل: إنه كان وعده أن يسلم، فلما تبين له أنه عدو لله ؛ بموته؛ تبرأ منه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: تبين له أنه عدو لله بنهي الله تعالى إياه عن الاستغفار له.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن جبير: إنما يتبرأ منه في الآخرة؛ لأنه يسأل فيه يوم القيامة ثلاث مرات، فإذا كان في الثالثة؛ أخذ منه، فيلتفت إليه، فيتبرأ منه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال كثير من العلماء: لا بأس أن يدعو الرجل لأبويه الكافرين، ويستغفر لهما ما داما حيين، ولا يجوز له ذلك إذا ماتا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 309 ] وقوله تعالى: ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله الآية:

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن زيد: نسخها: وما كان المؤمنون لينفروا كافة [التوبة: 122].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هي في السرايا التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثها، وليست بمنسوخة، ولو استنفر المسلمون كافة؛ لم يسع أحدا التخلف عنه، قاله ابن عباس، وقتادة، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: بعث النبي صلى الله عليه وسلم قوما إلى البوادي؛ ليعلموا الناس، فلما نزلت هذه الآية؛ خافوا، ورجعوا؛ فأنزل الله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة .

                                                                                                                                                                                                                                      عكرمة: هذا تكذيب للمنافقين حين قالوا: هلك من تخلف؛ فأنزل الله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة [فيمن تخلف بعذر.

                                                                                                                                                                                                                                      واستدل بعض العلماء بقوله: وما كان المؤمنون ] على إثبات خبر الواحد؛ لقوله: ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ، واسم {فرقة} قد يقع على الواحد، وكذلك (الطائفة) ، وقد ذكرنا ذلك في غير موضع من الكتاب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية