[ ص: 108 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أن أرسل معنا بني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28997_31913_32022قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أن أرسل معنا بني إسرائيل ) .
اعلم أن
موسى عليه السلام طلب أمرين :
الأول : أن يدفع عنه شرهم .
والثاني : أن يرسل معه
هارون .
فأجابه الله تعالى إلى الأول بقوله : " كلا " ومعناه ارتدع يا
موسى عما تظن وأجابه إلى الثاني بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15فاذهبا ) أي اذهب أنت والذي طلبته وهو
هارون فإن قيل : علام عطف قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15فاذهبا ) ؟ قلنا : على الفعل الذي يدل عليه " كلا " كأنه قال : ارتدع يا
موسى عما تظن فاذهب أنت
وهارون .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15إنا معكم مستمعون ) فمن مجاز الكلام يريد أنا لكما ولعدوكما كالناصر الظهير لكما عليه ، إذا أحضر وأستمع ما يجري بينكما فأظهركما عليه وأعليكما وأكسر شوكته عنكما ، وإنما جعلنا الاستماع مجازا لأن الاستماع عبارة عن الإصغاء وذلك على الله تعالى محال .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16إنا رسول رب العالمين ) ففيه سؤال وهو أنه هلا ثني الرسول كما ثني في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47إنا رسولا ربك ) [ طه : 40 ] جوابه من وجوه :
أحدها : أن الرسول اسم للماهية من غير بيان أن تلك الماهية واحدة أو كثيرة والألف واللام لا يفيدان إلا الوحدة لا الاستغراق ، بدليل أنك تقول : الإنسان هو الضحاك ولا تقول : كل إنسان هو الضحاك ، ولا أيضا هذا الإنسان هو الضحاك ، وإذا ثبت أن لفظ الرسول لا يفيد إلا الماهية وثبت أن الماهية محمولة على الواحد وعلى الاثنين ثبت صحة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16إنا رسول رب العالمين ) .
وثانيها : أن
nindex.php?page=treesubj&link=29634الرسول قد يكون بمعنى الرسالة قال الشاعر :
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول
فيكون المعنى : إنا ذو رسالة رب العالمين .
وثالثها : أنهما لاتفاقهما على شريعة واحدة واتحادهما بسبب الأخوة كأنهما رسول واحد .
ورابعها : المراد كل واحد منا رسول .
وخامسها : ما قاله بعضهم إنه إنما قال ذلك لا بلفظ التثنية لكونه هو الرسول خاصة ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16إنا ) فكما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إنا أنزلناه ) وهو ضعيف .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أن أرسل معنا بني إسرائيل ) فالمراد من هذا الإرسال التخلية والإطلاق كقولك : أرسل البازي ، يريد خلهم يذهبوا معنا .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ) .
اعلم أن في الكلام حذفا وهو أنهما أتياه وقالا ما أمر الله به فعند ذلك قال
فرعون ما قال ، يروى أنهما انطلقا إلى باب
فرعون فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب : إن ههنا إنسانا يزعم أنه رسول رب العالمين ،
[ ص: 109 ] فقال : ائذن له لعلنا نضحك منه ، فأديا إليه الرسالة فعرف
موسى عليه السلام فعدد عليه نعمه أولا ، ثم إساءة
موسى إليه ثانيا ، أما النعم فهي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18ألم نربك فينا وليدا ) والوليد : الصبي لقرب عهده من الولادة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18ولبثت فينا من عمرك ) وعن
أبي عمرو بسكون الميم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18سنين ) قيل : لبث عندهم ثلاثين سنة ، وقيل : وكز القبطي وهو ابن اثنتي عشرة سنة وفر منهم والله أعلم بصحيح ذلك ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي " فعلتك " بالكسر وهي قتله القبطي لأنه قتله بالوكز وهو ضرب من القتل ، وأما الفعلة فلأنها وكزة واحدة عدد عليه نعمه من تربيته وتبليغه مبلغ الرجال ووبخه بما جرى على يده من قتل خبازه وعظم ذلك بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وفعلت فعلتك التي فعلت ) .
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وأنت من الكافرين ) ففيه وجوه :
أحدها : يجوز أن يكون حالا أي قتلته وأنت بذاك من الكافرين بنعمتي .
وثانيها : وأنت إذ ذاك ممن تكفرهم الساعة وقد افترى عليه أو جهل أمره لأنه كان يعاشرهم بالتقية فإن
nindex.php?page=treesubj&link=21377_28751الكفر غير جائز على الأنبياء قبل النبوة .
وثالثها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وأنت من الكافرين )
بفرعون وإلهيته أو من الذين يكفرون في دينهم فقد كانت لهم آلهة يعبدونها ، يشهد بذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=127ويذرك وآلهتك ) [ الأعراف : 127 ] .
[ ص: 108 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=28997_31913_32022قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) .
اعْلَمْ أَنَّ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ طَلَبَ أَمْرَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ شَرَّهُمْ .
وَالثَّانِي : أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ
هَارُونَ .
فَأَجَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الْأَوَّلِ بِقَوْلِهِ : " كَلَّا " وَمَعْنَاهُ ارْتَدِعْ يَا
مُوسَى عَمَّا تَظُنُّ وَأَجَابَهُ إِلَى الثَّانِي بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15فَاذْهَبَا ) أَيِ اذْهَبْ أَنْتَ وَالَّذِي طَلَبْتَهُ وَهُوَ
هَارُونُ فَإِنْ قِيلَ : عَلَامَ عَطَفَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15فَاذْهَبَا ) ؟ قُلْنَا : عَلَى الْفِعْلِ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ " كَلَّا " كَأَنَّهُ قَالَ : ارْتَدِعْ يَا
مُوسَى عَمَّا تَظُنُّ فَاذْهَبْ أَنْتَ
وَهَارُونُ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=15إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ ) فَمِنْ مَجَازِ الْكَلَامِ يُرِيدُ أَنَا لَكُمَا وَلِعَدُوِّكُمَا كَالنَّاصِرِ الظَّهِيرِ لَكُمَا عَلَيْهِ ، إِذًا أَحْضُرَ وَأَسْتَمِعَ مَا يَجْرِي بَيْنَكُمَا فَأُظْهِرَكُمَا عَلَيْهِ وَأُعْلِيكُمَا وَأَكْسِرُ شَوْكَتَهُ عَنْكُمَا ، وَإِنَّمَا جَعَلْنَا الِاسْتِمَاعَ مَجَازًا لِأَنَّ الِاسْتِمَاعَ عِبَارَةٌ عَنِ الْإِصْغَاءِ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مُحَالٌ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فَفِيهِ سُؤَالٌ وَهُوَ أَنَّهُ هَلَّا ثُنِّيَ الرَّسُولُ كَمَا ثُنِّيَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ ) [ طه : 40 ] جَوَابُهُ مِنْ وُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّ الرَّسُولَ اسْمٌ لِلْمَاهِيَّةِ مِنْ غَيْرِ بَيَانِ أَنَّ تِلْكَ الْمَاهِيَّةَ وَاحِدَةٌ أَوْ كَثِيرَةٌ وَالْأَلِفُ وَاللَّامُ لَا يُفِيدَانِ إِلَّا الْوَحْدَةَ لَا الِاسْتِغْرَاقَ ، بِدَلِيلِ أَنَّكَ تَقُولُ : الْإِنْسَانُ هُوَ الضَّحَّاكُ وَلَا تَقُولُ : كُلُّ إِنْسَانٍ هُوَ الضَّحَّاكُ ، وَلَا أَيْضًا هَذَا الْإِنْسَانُ هُوَ الضَّحَّاكُ ، وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ لَفْظَ الرَّسُولِ لَا يُفِيدُ إِلَّا الْمَاهِيَّةَ وَثَبَتَ أَنَّ الْمَاهِيَّةَ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْوَاحِدِ وَعَلَى الِاثْنَيْنِ ثَبَتَ صِحَّةُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
وَثَانِيهَا : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29634الرَّسُولَ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الرِّسَالَةَ قَالَ الشَّاعِرُ :
لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ مَا فُهْتُ عِنْدَهُمْ بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ
فَيَكُونُ الْمَعْنَى : إِنَّا ذُو رِسَالَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّهُمَا لِاتِّفَاقِهِمَا عَلَى شَرِيعَةٍ وَاحِدَةٍ وَاتِّحَادِهِمَا بِسَبَبِ الْأُخُوَّةِ كَأَنَّهُمَا رَسُولٌ وَاحِدٌ .
وَرَابِعُهَا : الْمُرَادُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا رَسُولٌ .
وَخَامِسُهَا : مَا قَالَهُ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لَا بِلَفْظِ التَّثْنِيَةِ لِكَوْنِهِ هُوَ الرَّسُولُ خَاصَّةً ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16إِنَّا ) فَكَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=2إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ) وَهُوَ ضَعِيفٌ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) فَالْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْإِرْسَالِ التَّخْلِيَةُ وَالْإِطْلَاقُ كَقَوْلِكَ : أَرْسِلِ الْبَازِيَّ ، يُرِيدُ خَلِّهِمْ يَذْهَبُوا مَعَنَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) .
اعْلَمْ أَنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا وَهُوَ أَنَّهُمَا أَتَيَاهُ وَقَالَا مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ
فِرْعَوْنُ مَا قَالَ ، يُرْوَى أَنَّهُمَا انْطَلَقَا إِلَى بَابِ
فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُمَا سَنَةً حَتَّى قَالَ الْبَوَّابُ : إِنَّ هَهُنَا إِنْسَانًا يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،
[ ص: 109 ] فَقَالَ : ائْذَنْ لَهُ لَعَلَّنَا نَضْحَكُ مِنْهُ ، فَأَدَّيَا إِلَيْهِ الرِّسَالَةَ فَعَرَفَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَدَّدَ عَلَيْهِ نِعَمَهُ أَوَّلًا ، ثُمَّ إِسَاءَةَ
مُوسَى إِلَيْهِ ثَانِيًا ، أَمَّا النِّعَمُ فَهِيَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا ) وَالْوَلِيدُ : الصَّبِيُّ لِقُرْبِ عَهْدِهِ مِنَ الْوِلَادَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ ) وَعَنْ
أَبِي عَمْرٍو بِسُكُونِ الْمِيمِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18سِنِينَ ) قِيلَ : لَبِثَ عِنْدَهُمْ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَقِيلَ : وَكَزَ الْقِبْطِيَّ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَفَرَّ مِنْهُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصَحِيحِ ذَلِكَ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ " فِعْلَتَكَ " بِالْكَسْرِ وَهِيَ قَتْلُهُ الْقِبْطِيَّ لِأَنَّهُ قَتَلَهُ بِالْوَكْزِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْقَتْلِ ، وَأَمَّا الْفَعْلَةُ فَلِأَنَّهَا وَكْزَةٌ وَاحِدَةٌ عَدَّدَ عَلَيْهِ نِعَمَهُ مِنْ تَرْبِيَتِهِ وَتَبْلِيغِهِ مَبْلَغَ الرِّجَالِ وَوَبَّخَهُ بِمَا جَرَى عَلَى يَدِهِ مِنْ قَتْلِ خَبَّازِهِ وَعَظَّمَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ ) .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) فَفِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا أَيْ قَتَلْتَهُ وَأَنْتَ بِذَاكَ مِنَ الْكَافِرِينَ بِنِعْمَتِي .
وَثَانِيهَا : وَأَنْتَ إِذْ ذَاكَ مِمَّنْ تَكْفُرُهُمُ السَّاعَةُ وَقَدِ افْتَرَى عَلَيْهِ أَوْ جَهِلَ أَمْرَهُ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَاشِرُهُمْ بِالتَّقِيَّةِ فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21377_28751الْكُفْرَ غَيْرُ جَائِزٍ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ .
وَثَالِثُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
بِفِرْعَوْنَ وَإِلَهِيَّتِهِ أَوْ مِنَ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ فِي دِينِهِمْ فَقَدْ كَانَتْ لَهُمْ آلِهَةٌ يَعْبُدُونَهَا ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=127وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ) [ الْأَعْرَافِ : 127 ] .