الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وقلنا يا آدم اسكن .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الطبراني، وأبو الشيخ في “ العظمة “، وابن مردويه عن أبي ذر [ ص: 275 ] قال : قلت : يا رسول الله أرأيت آدم نبيا كان؟ قال : نعم، كان نبيا رسولا، كلمه الله قبلا، قال له يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والطبراني عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله، من أول الأنبياء؟ قال : آدم، قلت : نبي كان؟ قال : نعم، مكلم، قلت : ثم من؟ قال : نوح وبينهما عشرة آباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، والبخاري في " تاريخه " والبزار، والبيهقي في " الشعب " عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال : آدم . قلت : يا رسول الله، ونبي كان؟ قال : نعم، نبي مكلم، قلت : كم كان المرسلون يا رسول الله؟ قال : ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد والآجري في " الأربعين " عن أبي ذر قال : قلت : [ ص: 276 ] يا رسول الله من كان أولهم؟ - يعني الرسل - قال : آدم قلت : يا رسول الله، أنبي مرسل؟ قال : نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وسواه قبلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن حبان ، والطبراني ، والحاكم وصححه، والبيهقي في “ الأسماء والصفات “ عن أبي أمامة الباهلي أن رجلا قال : يا رسول الله، أنبي كان آدم؟ قال : نعم، مكلم، قال : كم بينه وبين نوح؟ قال : عشرة قرون . قال : كم بين نوح وبين إبراهيم؟ قال : عشرة قرون . قال : يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، قال : يا رسول الله، كم كانت الرسل من ذلك؟ قال : ثلثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه عن أبي أمامة أن أبا ذر قال : يا نبي الله، أي الأنبياء كان أول؟ قال : آدم، قال : أو نبي كان آدم؟ قال : نعم، نبي مكلم، خلقه الله بيده ثم نفخ فيه من روحه، ثم قال له يا آدم قبلا، قلت : يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 277 ] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر والحكيم الترمذي في " نوادر الأصول "، والبيهقي في " الشعب "، وابن عساكر في " تاريخه " عن الحسن قال : قال موسى : يا رب كيف يستطيع آدم أن يؤدي شكر ما صنعته إليه؟ خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسكنته جنتك، وأمرت الملائكة فسجدوا له، فقال : يا موسى علم أن ذلك مني فحمدني عليه، فكان ذلك شكرا لما صنعت إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : خلق الله آدم يوم الجمعة وأدخله الجنة يوم الجمعة فجعله في جنات الفردوس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، والحاكم وصححه، عن ابن عباس قال : ما سكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في “ الأسماء والصفات “، وابن عساكر عن ابن عباس قال : خلق الله آدم من أديم الأرض يوم الجمعة بعد العصر، فسماه آدم ثم عهد إليه فنسي، فسماه الإنسان، قال ابن عباس : فتالله ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط من الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 278 ] وأخرج الفريابي ، وأحمد في “ الزهد “، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن الحسن قال : لبث آدم في الجنة ساعة من نهار، تلك الساعة مائة وثلاثون سنة من أيام الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في “ الزهد “ عن سعيد بن جبير قال : ما كان آدم عليه السلام في الجنة إلا مقدار ما بين الظهر والعصر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الله في " زوائده " عن موسى بن عقبة قال : مكث آدم في الجنة ربع النهار، وذلك ساعتان ونصف، وذلك مائتا سنة وخمسون سنة، فبكى على الجنة مائة سنة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية