الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( وإذا افتتح التطوع على الأرض ثم ركب فأتمها راكبا لم تجزه ، ولو افتتحها راكبا ثم نزل فأتمها أجزأه ) قيل ; لأن النزول عمل يسير والركوب عمل كثير ; لأنه يحتاج فيه إلى استعمال اليدين عادة ، وفي النزول يجعل رجليه من جانب فينزل من غير حاجة إلى معالجة ، وقيل : إذا افتتح على الأرض فلو أتمها راكبا كان دون ما شرع فيها ; لأنه شرع فيها بركوع وسجود ، والإيماء دون ذلك ، والراكب إذا نزل يؤديها أتم مما شرع فيها بالإيماء ويؤديها بركوع وسجود ، وعن زفر رحمه الله تعالى فيهما جميعا يبني ; لأنه لما جاز له افتتاح التطوع على الدابة بالإيماء مع القدرة على النزول فالإتمام أولى وعند أبي يوسف رحمه الله تعالى فيهما جميعا يستقبل ; لأنه لو بنى بعد النزول كان هذا بناء القوي على الضعيف ، وذلك لا يجوز كالمريض المومئ يقدر على الركوع والسجود في خلال الصلاة ، وفي ظاهر الرواية فرق فقال : هناك ليس له أن يفتتح بالإيماء على الدابة مع القدرة على الركوع والسجود ، فكذلك إذا قدر على ذلك في خلال الصلاة لا يبني وبينا له أن يفتتح بالإيماء على الدابة مع القدرة على الركوع والسجود فقدرته على ذلك بالنزول لا تمنعه من البناء .

التالي السابق


الخدمات العلمية