الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت أن السلام معين في الصلاة لا يصح الخروج منها إلا به فهو عندنا من الصلاة

                                                                                                                                            [ ص: 145 ] وقال أبو حنيفة : ليس السلام من الصلاة استدلالا برواية عباس بن سهل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم إذا فرغ من صلاته : سلم عن يمينه وعن يساره ، فجعل السلام بعد الفراغ من الصلاة قال : ولأن كل شيء ينافي الصلاة لم يجز أن يكون من نفس الصلاة كالحدث والكلام

                                                                                                                                            قال : ولأنه لو كان من الصلاة لكان من شرطه استقبال القبلة ، فلما كان معدولا عن القبلة دل على أنه ليس من الصلاة

                                                                                                                                            ودليلنا ما روي عن ابن مسعود أنه قال : " ما نسيت من الأشياء لا أنسى سلم النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالا ، السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله " . فأخبر أنه من الصلاة ، ولأنه نطق شرع في كل صلاة فوجب أن يكون من نفس الصلاة كالقراءة

                                                                                                                                            وأما الجواب عن قول سهل كان إذا فرغ من صلاة فبمعنى ، قارب الفراغ منها ، وأما الحدث والكلام فغير مشروع في الصلاة فلم يكن من الصلاة

                                                                                                                                            وأما قولهم : إنه لو كان من الصلاة لكان استقبال القبلة شرطا في الصلاة ، فاستدلال فاسد ، لأنه قد يعدل عن القبلة خفضا بوجهه في أركان من صلاته وهو الركوع والسجود ، ولا يمنع ذلك أن يكون من الصلاة فكذا السلام

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية