الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        5835 - وقد روي أيضا على غير هذا المعنى الذي في الحديث الأول .

                                                        فحدثنا نصر بن مرزوق قال : ثنا الخصيب بن ناصح قال : ثنا وهيب ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي ، عن النعمان بن بشير ، قال : انطلق بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحلني نحلى ليشهده على ذلك فقال : أكل ولدك نحلته مثل هذا ، فقال : لا . قال : أيسرك أن يكونوا إليك في البر كلهم سواء ، قال : نعم ، قال : فأشهد على هذا غيري .

                                                        فكان والذي في هذا الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم لبشير فيما كان نحله النعمان : أشهد على هذا غيري . فهذا دليل أن الملك ثابت ؛ لأنه لو لم يثبت لا يصح قوله .

                                                        فهذا خلاف ما في الحديث الأول ؛ لأن هذا القول لا يدل على فساد العقد الذي كان عقده النعمان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد يتوقى الشهادة على ماله أن يشهد عليه وعلى الأمور التي قد كانت . وكذلك لمن بعده ؛ لأن الشهادة إنما هي أمر يتضمنه الشاهد للمشهود له ، فله أن لا يتضمن ذلك .

                                                        وقد يحتمل غير هذا أيضا فيكون قوله : أشهد على هذا غيري ، أي : إني أنا الإمام والإمام ليس من شأنه أن يشهد ، وإنما من شأنه أن يحكم .

                                                        [ ص: 86 ] وفي قوله : أشهد على هذا غيري دليل على صحة العقد .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية