الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " وعلى ظهرها إن كان عليه من البناء ما يكون سترة للمصلي فإن لم يكن لم يصل إلى غير شيء من البيت " .
قال الماوردي : وهذا كما قال إذا nindex.php?page=treesubj&link=1503صلى على ظهر الكعبة فله حالان :
أحدهما : أن يكون مستقبل الفضاء ليس بين يديه سترة يستقبلها فصلاته باطلة ، لأن المصلي مأخوذ عليه استقبال شيء من البيت ، ومن هو عليه لا يكون مستقبلا لشيء منه .
وقد روى داود بن الحصين ، عن نافع ، عن ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=921435أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى في سبعة مواطن : في nindex.php?page=treesubj&link=1353المجزرة ، nindex.php?page=treesubj&link=1352والمزبلة ، nindex.php?page=treesubj&link=1347والمقبرة ، nindex.php?page=treesubj&link=1354وقارعة الطريق ، nindex.php?page=treesubj&link=1349والحمام ، nindex.php?page=treesubj&link=1349ومعاطن الإبل ، nindex.php?page=treesubj&link=1355وفوق ظهر بيت الله تعالى .
والحالة الثانية : أن يكون أمامه سترة يستقبلها فهي على ثلاثة أضرب :
أحدها : أن تكون مبنية متصلة بالجدران فصلاته جائزة ، لأنه قد استقبل شيئا من البيت .
والضرب الثاني : غير مبنية ولا متصلة ، وإنما هي أحجار مجتمعة ، أو خشب فصلاته باطلة لأنه استقبل ما تجاوز البيت ولم يستقبل بنيان البيت .
والضرب الثالث : أن تكون السترة مغروسة كخشبة قد غرسها ، أو رمح قد ركزه ففي صلاته وجهان :
أحدهما : جائزة كالبناء .
والثاني : باطلة ، وهو الصحيح ، لأنه استقبل ما ليس من البيت ولا متصل به .