الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7511 ) أول ما يبدأ في قسمة الغنائم بالأسلاب ، فيدفعها إلى أهلها ; لأن صاحبها معين ، ثم بمؤنة الغنيمة ; من أجرة النقال والحمال والحافظ والمخزن ، ثم بالرضخ ، على أحد الوجهين ، وفي الآخر بالخمس ، ثم بالأنفال من أربعة الأخماس ، ثم يقسم بقية أربعة الأخماس بين الغانمين . وإنما قدمنا قسمة أربعة الأخماس على قسمة الخمس ، لستة معان ; أحدها ، أن أهلها حاضرون ، وأهل الخمس غائبون .

                                                                                                                                            الثاني ; أن رجوع الغانمين إلى أوطانهم يقف على قسمة الغنيمة ، وأهل الخمس في أوطانهم ، فكان الاشتغال بقسم نصيبهم ليعودوا إلى أوطانهم أولى . الثالث ، أن الغنيمة حصلت بتحصيل الغانمين وتعبهم ، فصاروا بمنزلة من استحقها بعوض ، وأهل الخمس بخلافه ، فكان أهل الغنيمة أولى . الرابع ، أنه إذا قسم الغنيمة بين الغانمين ، أخذ كل إنسان نصيبه ، فحمله ، واهتم به ، وكفى الإمام مؤنته ، والخمس إذا قسم ليس له من يكفي الإمام مؤنته ، فلا تحصل الفائدة بقسمته ، بل كان يحمله مجتمعا ، فصار يحمله متفرقا ، فكان تأخير قسمته أولى .

                                                                                                                                            الخامس ، أن الخمس لا يمكن قسمه بين أهله كلهم ; لأنه يحتاج إلى معرفتهم وعددهم ، ولا يمكن ذلك مع غيبتهم . السادس ; أن الغانمين ينتفعون بسهامهم ، ويتمكنون من التصرف فيها لحضورهم ، بخلاف أهل الخمس .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية