الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( باب ) nindex.php?page=treesubj&link=1637 ( آداب المشي إلى الصلاة ) أي : التوجه إليها والخروج لها ، وما يتعلق به من الأحكام ( يستحب الخروج إليها ) أي : الصلاة ( متطهرا بخوف وخشوع ) لحديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=9771إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ، ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبك بين أصابعه فإنه في صلاة } رواه أبو داود .
( و ) يستحب ( أن يقول إذا خرج من بيته ولو لغير صلاة : بسم الله ، آمنت بالله اعتصمت بالله توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل ) بالبناء للفاعل ( أو أضل ) بالبناء للمفعول من الضلال وهو ضد الهداية ( أو أزل أو أزل ) من الزلل ( أو أظلم أو أظلم ) من الظلم ، وهو الجور ( أو أجهل ، أو يجهل علي ) من الجهل وهو إدراك الشيء على خلاف ما هو به ، والفعل الأول في الكل مبني للفاعل والثاني للمفعول ( و ) يستحب ( أن يمشي إليها ) أي : الصلاة ( بسكينة ووقار ) بفتح الواو .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض nindex.php?page=showalam&ids=14979والقرطبي : هو بمعنى السكينة وذكر على سبيل التأكيد وقال النووي : الظاهر أن بينهما فرقا ، وأن السكينة التأني في الحركات ، واجتناب العبث ، والوقار في الهيئة كغض الطرف ، وخفض الصوت ، وعدم الالتفات والأصل في ذلك : حديث الصحيح { nindex.php?page=hadith&LINKID=10139إذا سمعتم الإقامة فامشوا [ ص: 325 ] وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا ، وما فاتكم فاقضوا } .
( و ) يستحب أن ( يقارب خطاه ) لتكثر حسناته فإن كل خطوة يكتب له بها حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لحديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=25337أقيمت الصلاة ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يمشي ، وأنا معه ، فقارب في الخطى ، ثم قال : تدري لم فعلت هذا ؟ لتكثر خطاي في طلب الصلاة } ( ويكره أن يشبك بين أصابعه من حين ) .
وفي نسخة من حيث ( يخرج ) من بيته قاصدا المسجد لخبر كعب بن عجرة وتقدم ( وهو ) أي : nindex.php?page=treesubj&link=1950التشبيك بين الأصابع ( في المسجد أشد كراهة ) لحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد أنه صلى الله عليه وسلم قال { إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن فإن التشبيك من الشيطان وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرج منه } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
قال بعض العلماء إذا كان ينتظر الصلاة ، جمعا بين الأخبار فإنه ورد أنه { لما انتقل صلى الله عليه وسلم من الصلاة التي سلم قبل إتمامها شبك بين أصابعه } .
( و ) تشبيك الأصابع ( في الصلاة أشد وأشد ) كراهة لقول nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة " إن النبي صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=19039رأى رجلا قد شبك أصابعه في الصلاة ففرج صلى الله عليه وسلم بين أصابعه } رواه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في الذي يصلي وهو مشبك " تلك صلاة المغضوب عليهم " ( يسن أن يقول مع ما تقدم ) ذكره إذا خرج من بيته ما روى nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=36313من خرج من بيته إلى الصلاة فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ، وحق ممشاي هذا ، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا } قال nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري : البطر الأشر وهو شدة المرح ، .
والمرح شدة الفرح والنشاط ( { nindex.php?page=hadith&LINKID=42305ولا رياء ولا سمعة } ) الرياء : إظهار العمل للناس ، ليروه ويظنوا به خيرا والسمعة : إظهار العمل ليسمعه الناس ( { nindex.php?page=hadith&LINKID=18420خرجت اتقاء سخطك } ) أي غضبك { nindex.php?page=hadith&LINKID=39611وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه ، واستغفر له سبعون ألف ملك } " رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، وأن يقول : ( اللهم اجعلني من أوجه من توجه إليك ، وأقرب من توسل إليك ، وأفضل من سألك ورغب إليك ، اللهم اجعل في قلبي نورا ) أي : عظيما كما يفيده التنكير .
( وفي قبري نورا ، وفي لساني ) أي : نطقي ( نورا ) استعارة للعلم والهدى ( وفي سمعي نورا ) ليتحلى بأنواع المعارف ، ويتجلى له بصنوف الحقائق ( وفي بصري نورا ) لينكشف به الحق .
( وعن يميني نورا ، وعن شمالي نورا ، وأمامي نورا ، وخلفي نورا ، وفوقي نورا وتحتي نورا ) لأكون محفوفا بالنور من جميع الجهات ، وإيذانا بتجاوز النور عن قلبه [ ص: 326 ] وسمعه وبصره إلى سائر جهاته ، ليهتدي كل أتباعه .
( وفي عصبي نورا ، وفي لحمي نورا ، وفي دمي نورا ، وفي شعري نورا ، وفي بشري ) أي : جلدي ( نورا ، وفي نفسي ) أي : ذاتي ( نورا ) أي اجعل لي نورا شاملا للأنوار السابقة وغيرها ( وأعظم لي نورا ) أي : أجذل من عطائك نورا عظيما لا يكتنه كنهه ( واجعل لي نورا ، اللهم أعطني نورا ، وزدني نورا ) .
روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس { nindex.php?page=hadith&LINKID=14909أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة وهو يقول : اللهم اجعل في قلبي نورا ، وفي لساني نورا ، واجعل في بصري نورا ، واجعل من خلفي نورا ، ومن أمامي نورا ، واجعل فوقي نورا ومن تحتي نورا وأعطني نورا } رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
( وإن سمع الإقامة لم يسع ) قال في المصباح : سعى في مشيه ، هرول وعدا في مشيه عدوا ، من باب قال قارب الهرولة وهو دون الجري وذلك لخبر nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وتقدم ( فإن طمع في إدراك التكبيرة الأولى ، وهو أن يدرك الصلاة ) أي : موقفه للصلاة ( قبل ) أن يكبر الإمام ( تكبيرة الإحرام ليكون خلف الإمام إذا كبر للافتتاح فلا بأس أن يسرع شيئا ، ما لم تكن عجلة تقبح ) نص عليه .
واحتج بأنه جاء عن الصحابة وهم مختلفون ( وإن خشي فوات الجماعة أو الجمعة بالكلية فلا ينبغي أن يكره ) له ( الإسراع لأن ذلك لا ينجبر إذا فات هذا معنى كلام الشيخ في شرح العمدة .
وتأتي فضيلة إدراك التكبيرة الأولى في ) باب ( صلاة الجماعة فإذا دخل المسجد استحب له أن nindex.php?page=treesubj&link=19426_1928يقدم رجله اليمنى ) في الدخول ، لما تقدم { nindex.php?page=hadith&LINKID=8096أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شأنه كله وأن يقول عند دخول المسجد بسم الله } رواه أبو داود { nindex.php?page=hadith&LINKID=112702أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم : من الشيطان الرجيم } رواه أبو داود لكن ليس فيه { nindex.php?page=hadith&LINKID=3000054وسلطانه القديم } .
{ الحمد لله } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني في عمل اليوم والليلة ( { nindex.php?page=hadith&LINKID=8586اللهم صل وسلم على محمد } ) رواه أبو داود وليس فيه " وسلم " { nindex.php?page=hadith&LINKID=16165اللهم اغفر لي ذنوبي } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني في عمل اليوم والليلة { nindex.php?page=hadith&LINKID=16165وافتح لي أبواب رحمتك } رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
{ nindex.php?page=hadith&LINKID=119257وإذا خرج قدم رجله اليسرى في الخروج من المسجد وقال بسم الله ، اللهم صل وسلم على محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ويقول أيضا : اللهم إني أعوذ بك من إبليس وجنوده } لما روى nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني في عمل اليوم والليلة عن أبي أمامة مرفوعا قال { إن أحدكم إذا أراد أن يخرج من المسجد تداعت جنود إبليس واجتلبت إليه كما يجتمع النحل على يعسوبها فإذا قام أحدكم على باب المسجد فليقل : اللهم إني أعوذ بك من إبليس وجنوده فإنها لم تضره } .
واليعسوب : ذكر النحل وقيل : أميرها .
( فإذا [ ص: 327 ] دخل المسجد لم يجلس حتى يصلي ركعتين تحية المسجد ، إن كان في غير وقت نهي ويأتي ) ذلك ( آخر الجمعة ) لحديث nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=9924إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين } متفق عليه .
( ويجلس مستقبل القبلة لأنه خير المجالس ) للخبر ( ولا يفرقع أصابعه ) لأنه في صلاة ما انتظر الصلاة ( ويشتغل بالطاعة من الصلاة والقراءة والذكر أو يسكت ) إن لم يشتغل بذلك والاشتغال بذلك أفضل .
( ويكره أن يخوض في حديث الدنيا ) فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب كما في الخبر ( فما دام كذلك ) أي : مشتغلا بالصلاة والذكر أو ساكتا منتظرا للصلاة ( فهو في صلاة والملائكة تستغفر له ما لم يؤذ أو يحدث ) للخبر .