الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما إمام العصر فهو أولى بالإمامة في أعماله من سائر رعيته ، وليس لواحد منهم التقدم عليه إلا بإذنه ، وكذلك والي البلد وسلطانه أحق بإمامته من جميع أهله لقوله صلى الله عليه وسلم : ولا في سلطانه إلا بإذنه ولما ذكرناه من عموم ولايته وكون الجماعة من رعيته ، وكذلك ليس لواحد من رعيته أن ينصب نفسه إماما لجامع البلد إلا بإذن سلطانه لما في ذلك من الاستهانة به ، وإلا فتيان عليه في ولايته ، وإن عدم السلطان ، فارتضى أهل البلد بتقديم أحدهم جاز ، فأما مساجد العشائر ، والأسواق فيجوز لأحدهم أن يندب نفسه للإمامة فيها ، وإن لم يستأذن السلطان ، لما في استئذانه من التعذر المفضي إلى ترك الجماعة ، فإذا انتدب أحدهم لإمامة مسجده وعرف به ، ورضيت الجماعة بإمامته فليس لغيره التقدم عليه إلا بإذنه ، وروي أن ابن عمر حضر مسجد مولى له فقيل له : تقدم ، فقال لمولاه : تقدم فإنك إمام المسجد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية