الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : أين المواقيت عند مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ذو الحليفة لأهل المدينة ومن مر من غير أهل المدينة بالمدينة من أهل العراق ، وأهل اليمن وغيرهم من أهل خراسان وأهل الشام وأهل مصر ومن ورائهم من أهل المغرب ، فميقاتهم ذو الحليفة ليس لهم أن يتعدوها .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : ومن مر من أهل الشام أو أهل مصر ومن وراءهم بذي الحليفة فأحب أن يؤخر إحرامه إلى الجحفة فذلك له واسع ، ولكن الفضل له في أن يهل من ميقات النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به ، وأهل اليمن من يلملم وأهل نجد من قرن ، قال مالك : ووقت عمر بن الخطاب ذات عرق لأهل العراق .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : وهذه المواقيت لمن مر بها من غير أهلها فميقاته من هذه المواقيت .

                                                                                                                                                                                      قال : فقلنا لمالك : فلو أن رجلا من أهل العراق مر بالمدينة فأراد أن يؤخر إحرامه إلى الجحفة ؟

                                                                                                                                                                                      قال مالك : ليس له ذلك إنما الجحفة ميقات أهل مصر وأهل الشام ومن وراءهم ، وليست الجحفة للعراقي ميقاتا فإذا مر بذي الحليفة فليحرم منها .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : قال لي مالك : وكل من مر بميقات ليس هو له بميقات فليحرم منه ، مثل أن يمر أهل الشام وأهل مصر قادمين من العراق فعليهم أن يحرموا من ذات عرق ، وإن قدموا من اليمن فمن يلملم ، وإن قدموا من نجد فمن قرن ، وكذلك جميع أهل الآفاق من مر منهم بميقات ليس له فليهلل من ميقات أهل ذلك البلد ، إلا أن مالكا قال غير مرة في أهل الشام وأهل مصر : إذا مروا بالمدينة فأرادوا أن يؤخروا إحرامهم إلى الجحفة فذلك لهم ، ولكن الفضل في أن يحرموا من ميقات المدينة ، قال ابن القاسم : لأنها طريقهم .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية