الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حبر ) ( هـ ) في ذكر أهل الجنة : " فرأى ما فيها من الحبرة والسرور " الحبرة بالفتح : النعمة وسعة العيش ، وكذلك الحبور .

                                                          * ومنه حديث عبد الله : " آل عمران غنى ، والنساء محبرة " أي مظنة للحبور والسرور .

                                                          ( هـ ) وفي ذكر أهل النار : " يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره " الحبر بالكسر وقد يفتح : أثر الجمال والهيئة الحسنة .

                                                          ( س ) وفي حديث أبي موسى : " لو علمت أنك تسمع لقراءتي لحبرتها لك تحبيرا " يريد تحسين الصوت وتحزينه . يقال حبرت الشيء تحبيرا إذا حسنته .

                                                          [ ص: 328 ] * وفي حديث خديجة رضي الله عنها : " لما تزوجت برسول الله صلى الله عليه وسلم كست أباها حلة وخلقته ، ونحرت جزورا ، وكان قد شرب ، فلما أفاق قال : ما هذا الحبير ، وهذا العبير ، وهذا العقير ؟ " الحبير من البرود : ما كان موشيا مخططا . يقال برد حبير ، وبرد حبرة بوزن عنبة : على الوصف والإضافة ، وهو برد يمان ، والجمع حبر وحبرات .

                                                          * ومنه حديث أبي ذر رضي الله عنه : " الحمد لله الذي أطعمنا الخمير ، وألبسنا الحبير " .

                                                          ( س هـ ) وحديث أبي هريرة : " حين لا ألبس الحبير " وقد تكرر ذكره في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفيه : " سميت سورة المائدة سورة الأحبار " لقوله تعالى فيها : يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار وهم العلماء ، جمع حبر وحبر بالفتح والكسر . وكان يقال لابن عباس رضي الله عنه : الحبر والبحر لعلمه وسعته . وفي شعر جرير :

                                                          إن البعيث وعبد آل مقاعس لا يقرآن بسورة الأحبار

                                                          أي لا يفيان بالعهود ، يعني قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود .

                                                          ( س ) وفي حديث أنس رضي الله عنه : " إن الحبارى لتموت هزلا بذنب بني آدم " يعني أن الله يحبس عنها القطر بعقوبة ذنوبهم ، وإنما خصها بالذكر لأنها أبعد الطير نجعة ، فربما تذبح بالبصرة ويوجد في حوصلتها الحبة الخضراء ، وبين البصرة وبين منابتها مسيرة أيام .

                                                          ( س ) وفي حديث عثمان رضي الله عنه : " كل شيء يحب ولده حتى الحبارى " خصها بالذكر لأنها يضرب بها المثل في الحمق ، فهي على حمقها تحب ولدها فتطعمه وتعلمه الطيران كغيرها من الحيوان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية