الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رحمه الله تعالى : " وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب اعتمد على عنزته اعتمادا وقيل : على قوس . ( قال ) : وأحب أن يعتمد على ذلك أو ما أشبهه فإن لم يفعل أحببت أن يسكن جسده ويديه إما بأن يجعل اليمنى على اليسرى أو يقرهما في موضعهما " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح .

                                                                                                                                            وإنما اخترنا له الاعتماد على شيء لرواية البراء بن عازب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب العيد اعتمد على قوس أو عصا لأن ذلك أمكن لروعه ، وأهدأ لجوارحه ، وأمد لصوته ، فإن لم يفعل وأسدل يديه أو حطهما تحت صدره جاز .

                                                                                                                                            فأما لبس السواد والبياض فكلاهما جائز ، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس البياض ، وكذلك خلفاؤه الأربعة ، رضي الله عنهم ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتم بعمامة سوداء ، ويرتدي بردا أسحميا ، وأول من أحدث السواد بنو العباس في خلافتهم شعارا لهم ، ولأن الراية التي عقدت للعباس ، رضي الله عنه يوم فتح مكة ويوم حنين كانت سوداء ، وكانت رايات الأنصار صفراء فينبغي للإمام أن يلبس السواد إذا كان السلطان له مؤثرا لما في تركه من مخالفته وتغير شعاره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية