الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حصا ) * في أسماء الله تعالى : المحصي هو الذي أحصى كل شيء بعلمه وأحاط به ، فلا يفوته دقيق منها ولا جليل . والإحصاء : العد والحفظ .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة أي من أحصاها علما بها وإيمانا . وقيل : أحصاها : أي حفظها على قلبه . وقيل : أراد من استخرجها من كتاب الله تعالى وأحاديث رسوله ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعدها لهم ، إلا ما جاء في رواية عن أبي هريرة وتكلموا فيها . وقيل : أراد من أطاق العمل بمقتضاها ، مثل من يعلم أنه سميع بصير فيكف لسانه وسمعه عما لا يجوز له ، وكذلك باقي الأسماء . وقيل : أراد من أخطر بباله عند ذكرها معناها ، وتفكر في مدلولها معظما لمسماها ، ومقدسا معتبرا بمعانيها ، ومتدبرا راغبا فيها وراهبا . وبالجملة ففي كل اسم يجريه على لسانه يخطر بباله الوصف الدال عليه .

                                                          * ومنه الحديث لا أحصي ثناء عليك أي لا أحصي نعمك والثناء بها عليك ، ولا أبلغ الواجب فيه .

                                                          * والحديث الآخر أكل القرآن أحصيت ؟ أي حفظت .

                                                          [ ص: 398 ] * وقوله للمرأة أحصيها حتى نرجع أي احفظيها .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث استقيموا ولن تحصوا ، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة أي استقيموا في كل شيء حتى لا تميلوا ، ولن تطيقوا الاستقامة ، من قوله تعالى : علم أن لن تحصوه أي لن تطيقوا عده وضبطه .

                                                          ( هـ ) وفيه أنه نهى عن بيع الحصاة هو أن يقول البائع أو المشتري : إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع . وقيل : هو أن يقول : بعتك من السلع ما تقع عليه حصاتك إذا رميت بها ، أو بعتك من الأرض إلى حيث تنتهي حصاتك ، والكل فاسد لأنه من بيوع الجاهلية ، وكلها غرر لما فيها من الجهالة . وجمع الحصاة : حصى .

                                                          * وفيه وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصا ألسنتهم هو جمع حصاة اللسان ، وهي ذرابته . ويقال للعقل حصاة . هكذا جاء في رواية . والمعروف : حصائد ألسنتهم . وقد تقدمت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية