الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
169 - ( 18 ) - حديث : روي { أنه صلى الله عليه وسلم قبل زبيبة الحسن أو الحسين وصلى ولم يتوضأ } الطبراني والبيهقي من حديث { عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الحسن فأقبل يتمرغ عليه ، فرفع عن قميصه ، وقبل زبيبته }. قال البيهقي : إسناده ليس بالقوي ، قلت : وليس فيه أنه صلى الله عليه وسلم لم يتوضأ ، ورواه الطبراني من طريق [ ص: 222 ] قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن { ابن عباس قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين ، وقبل زبيبته } وقابوس ضعفه النسائي ، وليس في هذا الحديث أيضا أنه صلى عقب ذلك ، وأنكر ابن الصلاح على الغزالي هذا السياق . والغزالي تبع الإمام في النهاية فيه ، قال ابن الصلاح : وليس في حديث أبي ليلى تردد بين الحسن والحسين ، إنما هو عن الحسن ، بفتح الحاء مكبرا ، وإذا تقرر أنه ليس في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ، صلى عقب ذلك ، فلا يستدل به على عدم النقض ، نعم يستدل به على جواز مس فرج الصغير ورؤيته .

وقال الإمام في النهاية : هو محمول على أن ذلك جرى من وراء ثوب ، وتبعه الغزالي في الوسيط ، قلت : وسياق البيهقي يأبى هذا التأويل فإن فيه أنه رفع قميصه .

التالي السابق


الخدمات العلمية