الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
210 - ( 14 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر : إذا وجدت الماء فأمسه جلدك }وأعاده المصنف في آخر الباب بلفظ : { قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر وكان يقيم بالربذة ويفقد الماء أياما فسأل عن ذلك ، فقال : التراب كافيك ولو لم نجد الماء عشر حجج } النسائي باللفظ الأول وأبو داود واللفظ التام له وباقي أصحاب السنن من رواية خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن عمرو بن بجدان ، عن أبي ذر قال { : اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أبا ذر ابد فيها فبدوت إلى الربذة - }الحديث " وفيه { الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين ، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك فإن ذلك خير } ، والترمذي { طهور المسلم }واختلف فيه على أبي قلابة فقيل : هكذا ، وقيل : عنه عن رجل من بني عامر ، وهذه رواية أيوب عنه ، وليس فيها مخالفة لرواية خالد ، وقيل : عن أيوب عنه ، عن أبي المهلب ، عن أبي ذر ، وقيل : عنه بإسقاط الواسطة .

وقيل : في الواسطة محجن أو ابن محجن ، أو رجاء بن عامر ، أو رجل من بني عامر وكلها عند الدارقطني ، والاختلاف فيه كله على أيوب ، ورواه ابن حبان والحاكم من طريق خالد الحذاء ، كرواية أبي داود وصححه أيضا [ ص: 271 ] أبو حاتم ، ومدار طريق خالد على عمرو بن بجدان ، وقد وثقه العجلي ، وغفل ابن القطان فقال : إنه مجهول .

وفي الباب عن أبي هريرة رواه البزار قال : حدثنا مقدم بن محمد ثنا عمي القاسم بن يحيى ، ثنا هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة رفعه : { الصعيد وضوء المسلم ، وإن لم يجد الماء عشر سنين ، فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته ; فإن ذلك خير }وقال : لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه ، ورواه الطبراني في الأوسط من هذا الوجه مطولا أخرجه في ترجمة أحمد بن محمد بن صدقة ، وساق فيه قصة أبي ذر ، وقال : لم يروه إلا هشام عن ابن سيرين ، ولا عن هشام إلا القاسم ، تفرد به مقدم وصححه ابن القطان ، لكن قال الدارقطني في العلل : إن إرساله أصح .

التالي السابق


الخدمات العلمية