الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
296 - ( 13 ) - حديث أبي محذورة : { ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين بنفسه فقال : قل : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر }الحديث وفيه الترجيع رواه أبو داود وغيره ، وقد تقدم قوله : ورد الخبر بالتثويب في أذان الصبح ، هو كما قال فقد روى ابن خزيمة ، [ ص: 361 ] والدارقطني والبيهقي من حديث أنس قال : { من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر حي على الفلاح ، قال : الصلاة خير من النوم }وصححه ابن السكن ولفظه : { كان التثويب في صلاة الغداة إذا قال المؤذن : حي على الفلاح }.

وروى ابن ماجه من حديث ابن المسيب ، { عن بلال أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، يؤذنه لصلاة الفجر ، فقيل : هو نائم ، فقال : الصلاة خير من النوم مرتين فأقرت في تأذين الفجر ، }فثبت الأمر على ذلك ، وفيه انقطاع مع ثقة رجاله ، وذكره ابن السكن من طريق أخرى عن بلال ، وهو في الطبراني من طريق الزهري عن حفص بن عمر عن بلال وهو منقطع أيضا ، ورواه البيهقي في المعرفة من هذا الوجه فقال : عن الزهري عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن ، أن سعدا كان يؤذن ، قال حفص : فحدثني أهلي أن بلالا فذكره .

وروى ابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه ، فذكر قصة اهتمامهم بما يجمعون به الناس قبل أن يشرع الأذان ، وفي آخره : وزاد بلال في نداء صلاة الغداة { الصلاة خير من النوم فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم }وإسناده ضعيف جدا ولكن للتثويب طريق أخرى عن ابن عمر ، رواها السراج ، والطبراني ، والبيهقي من حديث ابن عجلان ، عن نافع عن ابن عمر قال : { كان الآذان الأول بعد حي على الصلاة حي على الفلاح : الصلاة خير من النوم مرتين . }وسنده حسن ، وسيأتي بقية الأحاديث في ذلك .

297 - ( 14 ) - حديث بلال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تثوبن في شيء من الصلاة إلا صلاة الفجر } الترمذي [ ص: 362 ] وابن ماجه وأحمد من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال وفيه أبو إسماعيل الملائي وهو ضعيف مع انقطاعه بين عبد الرحمن وبلال ، وقال ابن السكن : لا يصح إسناده . ثم إن الدارقطني رواه من طريق أخرى عن عبد الرحمن وفيه : أبو سعد البقال وهو نحو أبي إسماعيل في الضعف .

298 - ( 15 ) - حديث أبي محذورة : { علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان وقال : إذا كنت في الصبح فقلت : حي على الفلاح فقل : الصلاة خير من النوم مرتين }قال الرافعي : ثبت ، انتهى . رواه أبو داود وابن حبان مطولا من حديثه . وفيه هذه الزيادة وفيه : محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة ، وهو غير معروف الحال ، والحارث بن عبيد ، وفيه مقال ، وذكره أبو داود من طرق أخرى عن أبي محذورة ، منها : ما هو مختصر وصححه ابن خزيمة من طريق ابن جريج : قال أخبرني عثمان بن السائب أخبرني أبي ، وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة ، وقال بقي بن مخلد : ثنا يحيى بن عبد الحميد ، ثنا أبو بكر بن عياش ، حدثني عبد العزيز بن رفيع ، سمعت { أبا محذورة قال : كنت غلاما صبيا فأذنت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر يوم حنين ، فلما انتهيت إلى حي على الفلاح قال : ألحق فيها الصلاة خير من النوم }ورواه النسائي من وجه آخر عن أبي جعفر عن أبي سلمان ، عن أبي محذورة وصححه ابن حزم .

التالي السابق


الخدمات العلمية