الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 52 ] حديث : " { إذا استيقظ أحدكم من نومه ، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا ، فإنه لا يدري أين باتت يده } متفق عليه من حديث أبي هريرة وله طرق ، منها للبخاري من حديث مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج عنه ، بلفظ : { إذا استيقظ أحدكم من نومه ، فليغسل يده قبل أن يدخلها الإناء ، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده }كذا أورده ، ليس فيه ذكر العدد ، وفي رواية للترمذي : { إذا استيقظ أحدكم من الليل }والتقييد بالليل يؤيد ما ذهب إليه أحمد بن حنبل أنه مخصوص بنوم الليل ، وقال الرافعي في شرح المسند : يمكن أن يقال : الكراهة في الغمس إذا نام ليلا أشد ، لأن احتمال التلويث فيه أظهر ، وفي رواية لابن عدي : " فليرقه " وقال : إنها زيادة منكرة ، ورواه ابن خزيمة وابن حبان والبيهقي بزيادة " أين باتت يده منه " ، وقال ابن منده : هذه الزيادة رواتها ثقات ، ولا أراها محفوظة .

وفي الباب عن جابر ، رواه الدارقطني وابن ماجه ، وعن عبد الله بن عمر ، [ ص: 53 ] رواه ابن ماجه ، وابن خزيمة والدارقطني ، وزاد : فقال رجل : أرأيت إن كان حوضا ؟ فحصبه عبد الله بن عمر ، وقال : أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولفظه : { إذا استيقظ أحدكم من نومه ، فلا يدخل يده الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات ، فإنه لا يدري أين باتت يده }وعن عائشة : رواه ابن أبي حاتم في العلل ، وحكى عن أبيه : أنه وهم . والصواب حديث أبي هريرة . حديث : { إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر لم يحمل خبثا }وروي " نجسا " تقدم باللفظين .

( قوله ) روى الشافعي عن ابن جريج قال : رأيت قلال هجر ، تقدم أيضا ، وهجر ; قال أبو إسحاق : هي محلة بالمدينة يعمل فيها القلال ، وقال غيره : هي التي بالبحرين وبه جزم الأزهري وهو الحق .

حديث : " خلق الله الماء طهورا " تقدم .

وقول المصنف : إن اللون لم يرد ; وإنما قاسه الشافعي على الطعم والرائحة . مردود ، فقد ورد من رواية الشافعي وغيره كما تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية