الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 54 - 55 ] باب إزالة النجاسة

26 - ( 1 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم قال لأسماء : حتيه ، ثم اقرصيه ، ثم اغسليه بالماء } الشافعي ثنا سفيان ، عن هشام ، عن فاطمة ( * ) ، { عن أسماء ، قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن دم الحيضة يصيب الثوب ؟ : فقال : حتيه ، ثم اقرصيه بالماء ورشيه ، وصلي فيه }ورواه عن مالك ، عن هشام بلفظ : أن امرأة سألت . . . وهذه الرواية في الصحيحين ، وفي الأربعة بهذا اللفظ ، وأما بلفظ : " ثم اغسليه بالماء " فذكره الشيخ تقي الدين في الإلمام ، من رواية محمد بن إسحاق بن يسار ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أسماء ، قالت : { سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته امرأة عن دم الحيض يصيب ثوبها ، فقال : اغسليه . }قلت : ورواه ابن ماجه بلفظ : " اقرصيه ، واغسليه ، وصلي [ ص: 56 ] فيه " . ولابن أبي شيبة : " اقرصيه بالماء ، واغسليه ، وصلي فيه " ، وروى أحمد وأبو داود والنسائي ، وابن ماجه وابن خزيمة ، وابن حبان ، من { حديث أم قيس بنت محصن : أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دم الحيضة يصيب الثوب ؟ فقال : حكيه بصلع واغسليه بماء وسدر }قال ابن القطان : إسناده في غاية الصحة ولا أعلم له علة .

( تنبيه ) : زعم النووي في شرح المهذب أن الشافعي روى في الأم : أن أسماء هي السائلة ; بإسناد ضعيف ، وهذا خطأ ، بل إسناده في غاية الصحة ، وكأن النووي قلد في ذلك ابن الصلاح ، وزعم جماعة ممن تكلم على المهذب أنه غلط في قوله : أسماء هي السائلة . وهم الغالطون ، والله أعلم .

( تنبيه آخر ) : قوله : بصلع ضبطه ابن دقيق العيد بفتح الصاد المهملة وإسكان اللام ثم عين مهملة وهو الحجر ووقع في بعض المواضع بكسر الضاد المعجمة وفتح اللام ولعله تصحيف لأنه لا معنى يقضي تخصيص الضلع بذلك كذا قال لكن قال الصاغاني في العباب في مادة ضلع بالمعجمة وفي الحديث حتيه بضلع قال ابن الأعرابي الضلع هاهنا العود الذي فيه اعوجاج وكذا ذكره الأزهري في المادة المذكورة وزاد عن الليث قال الأصل فيه ضلع الحيوان فسمي به العود الذي يشبهه . [ ص: 57 ]

( قوله ) : ثم اقرصيه ، وقع في حديث عائشة في الصحيحين " فلتقرصه ، ثم لتنضحه بالماء " .

( وقوله ) فلتقرصه بفتح التاء وضم الراء ويجوز كسرها وروي بفتح القاف وتشديد الراء أي فلتقطعه بالماء ومنه تقريص العجين قاله أبو عبيد وسئل الأخفش عنه فضم بإصبعيه الإبهام والسبابة وأخذ شيئا من ثوبه بهما وقال هكذا يفعل بالماء في موضع الدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية