الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر مسير شبيب إلى بني شيبان وإيقاعه بهم

ثم أقبل شبيب في خيله نحو راذان ، فهرب منه طائفة من بني شيبان ومعهم ناس من غيرهم قليل ، حتى نزلوا دير خرزاد إلى جنب حولايا ، وهم نحو ثلاثة آلاف ، وشبيب في نحو سبعين رجلا أو يزيدون قليلا ، فنزل بهم فتحصنوا منه .

ثم إن شبيبا سرى في اثني عشر رجلا إلى أمه ، وكانت في صفح جبل ساتيدما ، فقال : لآتين بها تكون في عسكري لا تفارقني حتى تموت أو أموت . فسار بهم ساعة ، وإذا هو بجماعة من بني شيبان في أموالهم مقيمين ، لا يرون أن شبيبا يمر بهم ولا يشعر بهم ، فحمل عليهم ، فقتل ثلاثين شيخا فيهم حوثرة بن أسد ، ومضى شبيب إلى أمه فحملها ، وأشرف رجل من الدير على أصحاب شبيب ، وكان قد استخلف شبيب عليهم [ ص: 440 ] أخاه مصاد بن يزيد ، وهم قد حصروا من في الدير ، فقال : يا قوم بيننا وبينكم القرآن ، قال الله - تعالى - : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ، فكفوا عنا حتى نخرج إليكم على أمان ، وتعرضوا علينا أمركم ، فإن قبلناه حرمت عليكم دماؤنا وأموالنا ، وإن نحن لم نقبله رددتمونا إلى مأمننا ، ثم رأيتم رأيكم . فأجابوهم ، فخرجوا إليهم ، فعرض عليهم أصحاب شبيب قولهم ، فقبلوه كله ، ثم خالطوه ونزلوا إليهم ، وجاء شبيب فأخبر بذلك ، فقال : أصبتم ووفقتم .

التالي السابق


الخدمات العلمية