الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              وقد قيل : إن التصوف الصبر على مرارة البلوى ، ليدرك به حلاوة النجوى .

              حدثنا محمد بن معمر ، ثنا محمود بن محمد المروزي ، ثنا حامد بن آدم ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن سفيان بن غياث ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حائط من تلك الحوائط ، إذ جاء رجل فاستفتح الباب ، فقال : " افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " ، فإذا هو عثمان ، فأخبرته ، فقال : الله المستعان .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا همام ، عن قتادة ، عن محمد بن سيرين ، ومحمد بن عبيد الحنفي ، عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله - صلى الله عليه [ ص: 58 ] وسلم - كان في حش من حيشان المدينة ، فاستأذن رجل خفيض الصوت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " ، فأذنت له وبشرته ، فإذا هو عثمان ، فقرب بحمد الله حتى جلس .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، ثنا هريم بن عبد الأعلى ، ثنا معتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث ، عن قتادة ، عن أبي الحجاج ، عن أبي موسى ، قال : جاء رجل فاستأذن مرة ، فقال : " ائذن له وبشره بالجنة في بلوى " ، فقال عثمان : أسأل الله صبرا .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : قال قيس بن أبي حازم : حدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار حين حصر : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه ، قال قيس : فكانوا يرونه ذلك اليوم ، يعني اليوم الذي قال : " وددت أن عندي بعض أصحابي فشكوت إليه ، فقيل له : ألا ندعوا لك أبا بكر ؟ فقال : لا ، قيل : عمر ؟ قال : لا ، قيل : فعلي ؟ قال : لا ، فدعي له عثمان ، فجعل يناجيه ويشكو إليه ، ووجه عثمان يتلون " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية