الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( وإن قاء بلغما ، أو بزاقا لم ينتقض وضوءه ) أما البزاق طاهر ، وبخروج الطاهر من البدن لا ينتقض الوضوء ، والبلغم كذلك في قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى - وقال أبو يوسف رحمه الله تعالى هو نجس ينقض الوضوء إذا ملأ الفم قيل إنما أجاب أبو يوسف رحمه الله تعالى فيما يعلو من جوفه ، وهما فيما ينحدر من رأسه .

وهذا ضعيف فالمنحدر من رأسه طاهر بالاتفاق سواء خرج من جانب الفم ، أو الأنف ; لأن الرأس ليس بموضع للنجاسات ، وإنما الخلاف فيما يعلو من الجوف فأبو يوسف رحمه الله يقول : البلغم إحدى الطبائع الأربعة فكان نجسا كالمرة ، والصفراء ، ولأن خروجه من موضع النجاسات فكان نجسا بالمجاورة وأبو حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى - قالا : البلغم بزاق ، والبزاق طاهر .

ومعنى هذا أن الرطوبة في أعلى الحلق ترق فتكون بزاقا ، وفي أسفله تثخن فيكون بلغما ، وبهذا تبين أن خروجه ليس من المعدة بل من أسفل الحلق ، وهو ليس بموضع للنجاسة فالبلغم هو النخامة { ، وقال صلى الله عليه وسلم لعمار رضي الله تعالى عنه ما نخامتك ، ودموع عينك ، والماء الذي في ركوتك إلا سواء } .

التالي السابق


الخدمات العلمية