الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( وإذا وقفت جارية مراهقة تعقل الصلاة بجنب رجل خلف الإمام وهما في صلاته فسدت صلاة الرجل ) استحسانا ، وفي القياس لا تفسد ; لأن صلاة غير البالغة تخلق وليست بصلاة حقيقية ، ووجه الاستحسان أنها تؤمر بالصلاة وتضرب على ذلك كما ورد به الحديث ، فكانت كالبالغة في المشاركة في أصل الصلاة ، وعليه ينبني الفساد بسبب المحاذاة ; لأنها تشتهى فلا يصفو قلب الرجل عن الشهوة في حال المناجاة عند محاذاتها ، وهذا المعنى موجود هنا قال : ألا ترى أنها لو صلت بغير وضوء أو عريانة أمرتها أن تعيد الصلاة ; لأنها إنما تؤمر بالصلاة لتتعود فلا يشق عليها إذا بلغت ، وذلك إذا أدت بصفة يجوز أداؤها بتلك الصفة بعد البلوغ بحال ، فإن أدت بغير طهارة أو عريانة لا يحصل هذا المقصود فلهذا أمرت بالإعادة ، ولو صلت بغير قناع ، في القياس تؤمر بالإعادة كما إذا صلت [ ص: 212 ] عريانة ; لأن الرأس منها عورة ولكنه استحسن فقال : تجزئها صلاتها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار } معناه صلاة بالغة فثبت أن صلاة غير البالغة تجوز بغير الخمار ، ولأن من البالغات من تصلي بغير قناع وهي المملوكة وتجوز صلاتها فصلاة غير البالغة أولى ، بخلاف العريانة .

التالي السابق


الخدمات العلمية