الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : علمه شديد القوى الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن الربيع في قوله : علمه شديد القوى قال : جبريل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر، عن قتادة في قوله : علمه شديد القوى يعني جبريل ذو مرة قال : ذو خلق طويل حسن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : شديد القوى ذو مرة قال : ذو قوة، جبريل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ذو مرة قال : ذو خلق حسن .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 13 ] وأخرج الطستي في «مسائله» عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : ذو مرة قال : ذو شدة في أمر الله . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول نابغة بني ذبيان :

                                                                                                                                                                                                                                      فدي أقريه إذ ضافني وهنا قرى ذي مرة حازم



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وأبو الشيخ في «العظمة» عن ابن مسعود : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ير جبريل في صورته إلا مرتين؛ أما واحدة فإنه سأله أن يراه في صورته، فأراه صورته فسد الأفق، وأما الثانية فإنه كان معه حيث صعد، فذلك قوله : وهو بالأفق الأعلى ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال : خلق جبريل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والطبراني ، وأبو الشيخ في «العظمة»، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، والبيهقي معا في «الدلائل» عن ابن مسعود قال : رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل في صورته، وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 14 ] وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : «رأيت جبريل عند سدرة المنتهى له ستمائة جناح، ينفض من ريشه التهاويل؛ الدر والياقوت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : وهو بالأفق الأعلى قال : مطلع الشمس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة : وهو بالأفق الأعلى قال : قال الحسن : الأفق الأعلى على أفق المشرق، ثم دنا فتدلى يعني جبريل ، فكان قاب قوسين قال : قيد قوسين، أو أدنى قال : حيث الوتر من القوس، الله من جبريل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الدلائل» عن ابن مسعود في قوله : فكان قاب قوسين أو أدنى قال : رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل له ستمائة جناح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، والترمذي وصححه، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، وأبو الشيخ في «العظمة»، والحاكم وصححه [ ص: 15 ] وابن مردويه ، وأبو نعيم والبيهقي معا في «الدلائل» عن ابن مسعود في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى قال : رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه حلتا رفرف أخضر، قد ملأ ما بين السماء والأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «الدلائل» عن عائشة قالت : كان أول شأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى في منامه جبريل بأجياد، ثم خرج لبعض حاجته فصرخ به جبريل : يا محمد يا محمد، فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئا، ثلاثا، ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى رجليه على الأخرى على أفق السماء، فقال : يا محمد، جبريل جبريل، يسكنه، فهرب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل في الناس فنظر فلم ير شيئا، ثم خرج من الناس، فنظر فرآه، فذلك قول الله : والنجم إذا هوى إلى قوله ثم دنا فتدلى يعني : جبريل إلى محمد، فكان قاب قوسين أو أدنى ، يقول : القاب نصف الإصبع، فأوحى إلى عبده ما أوحى جبريل إلى عبد ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : ثم دنا فتدلى قال : هو محمد - صلى الله عليه وسلم - دنا فتدلى إلى ربه عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : ثم دنا قال : [ ص: 16 ] دنا ربه فتدلى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : فكان قاب قوسين قال : كان دنوه قدر قوسين، ولفظ عبد بن حميد : قال : كان بينه وبينه مقدار قوسين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن مسعود في قوله : فكان قاب قوسين قال : دنا جبريل منه حتى كان قدر ذراع أو ذراعين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، والضياء في «المختارة» عن ابن عباس في قوله : فكان قاب قوسين أو أدنى قال : القاب : القيد، والقوسين : الذراعين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «السنة»، عن ابن عباس في قوله : قاب قوسين قال : ذراعين، القاب : المقدار، والقوس : الذراع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن شقيق بن سلمة في قوله : فكان قاب قوسين قال : ذراعين، والقوس الذراع يقاس به كل شيء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن سعيد بن جبير في الآية قال : الذراع يقاس به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج آدم بن أبي إياس ، والفريابي ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن مجاهد في قوله : قاب قوسين قال : حيث الوتر من القوس، يعني [ ص: 17 ] ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد ، وعكرمة قالا : دنا منه حتى كان بينه وبينه مثل ما بين كبدها إلى الوتر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «السنة» عن مجاهد : قاب قوسين قال : قدر قوسين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحسن في قوله : قاب قوسين قال : من قسيكم هذه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - اقترب من ربه فكان قاب قوسين أو أدنى قال : ألم تر إلى القوس، ما أقربها من الوتر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن القاب فضيل طرف القوس على الوتر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج النسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : فأوحى إلى عبده ما أوحى قال : عبده محمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في «السنة» والحكيم، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : رأيت النور الأعظم، ولط دوني بحجاب رفرفه الدر والياقوت، [ ص: 18 ] فأوحى الله إلي ما شاء أن يوحي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ، وأبو نعيم في «الدلائل» عن شريح بن عبيد قال : لما صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء، فأوحى الله إلى عبده ما أوحى قال : «فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجدا فلم يزل يسبحه : سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، حتى قضى الله إلى عبده ما قضى، ثم رفع رأسه، فرأيته في خلقه الذي خلق عليه، منظوم أجنحته بالزبرجد واللؤلؤ والياقوت، فخيل إلي أن ما بين عينيه قد سد الأفق، وكنت لا أراه قبل ذلك إلا على صور مختلفة، وأكثر ما كنت أراه على صورة دحية الكلبي ، وكنت أحيانا لا أراه قبل ذلك إلا كما يرى الرجل صاحبه من وراء الغربال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن ابن عمر، أن جبريل كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية الكلبي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، ومسلم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في «السماء والصفات» عن ابن عباس في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى ، ولقد رآه نزلة أخرى قال : رأى محمد ربه بقلبه مرتين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 19 ] وأخرج عبد بن حميد ، والترمذي وحسنه، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى قال : رآه بقلبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن إبراهيم النخعي أنه كان يقرأ : (أفتمرونه) وفسرها : أفتجحدونه . وقال : من قرأ أفتمارونه قال : أفتجادلونه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، أنه كان يقرأ : " أفتمرونه "

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن ابن عباس أنه كان يقرأ : (أفتمرونه) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن الشعبي ، أن شريحا كان يقرأ أفتمارونه بالألف، وكان مسروق يقرأ : (أفتمرونه) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أنس قال : رأى محمد ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه بعينه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 20 ] وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : إن محمدا رأى ربه مرتين، مرة ببصره، ومرة بفؤاده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي وحسنه، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الأسماء والصفات»، عن ابن عباس في قول الله : ولقد رآه نزلة أخرى قال ابن عباس : قد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن الشعبي قال : لقي ابن عباس كعبا بعرفة، فسأله عن شيء، فكبر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس : إن بني هاشم تزعم أو تقول : إن محمدا قد رأى ربه مرتين، فقال كعب : إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى عليهما السلام، فرآه محمد مرتين، وكلم موسى مرتين، قال مسروق : فدخلت على عائشة فقلت : هل رأى محمد ربه؟ فقالت : لقد تكلمت بشيء قف له شعري! فقلت : رويدا، ثم قرأت : لقد رأى من آيات ربه الكبرى قالت : أين يذهب بك؟! إنما هو جبريل، من أخبرك أن محمدا رأى ربه، أو كتم شيئا مما أمر به، أو يعلم الخمس التي قال الله : إن الله عنده علم الساعة الآية [لقمان : 34] فقد أعظم الفرية، ولكنه رأى جبريل ، لم يره في صورته إلا مرتين، مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في جياد، له ستمائة جناح، قد سد الأفق .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 21 ] وأخرج النسائي ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد؟!

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «رأيت ربي في أحسن صورة، فقال لي : يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت : لا يا رب، فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماء والأرض، فقلت : يا رب، في الدرجات والكفارات، ونقل الأقدام إلى الجمعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فقلت : يا رب، إنك اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمت موسى تكليما، وفعلت وفعلت، فقال : ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك وزرك؟ ألم أفعل بك؟ ألم أفعل؟ فأفضى إلي بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها، فذلك قوله : ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى فجعل نور بصري في فؤادي، فنظرت إليه بفؤادي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن إسحاق ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» وضعفه، عن عبد الله بن أبي سلمة، أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن عباس يسأله : هل رأى محمد ربه؟ فأرسل إليه عبد الله بن عباس أن نعم، فرد [ ص: 22 ] عليه عبد الله بن عمر رسوله أن كيف رآه؟ فأرسل : إنه رآه في روضة خضراء، دونه فراش من ذهب، على كرسي من ذهب، يحمله أربعة من الملائكة؛ ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في «الأسماء والصفات» وضعفه، من طريق عكرمة، عن ابن عباس أنه سئل : هل رأى محمد ربه؟ قال : نعم، رآه كأن قدميه على خضرة، دونه ستر من لؤلؤ، فقلت : يابن عباس، أليس يقول الله : لا تدركه الأبصار [الأنعام : 103] قال : لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب القرظي قال : قالوا : يا رسول الله، رأيت ربك؟ قال : «رأيته بفؤادي مرتين» ثم قرأ : ما كذب الفؤاد ما رأى

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن بعض أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : قالوا : يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال : «لم أره بعيني، ورأيته بفؤادي مرتين» ثم تلا : ثم دنا فتدلى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 23 ] وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي العالية قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل رأيت ربك؟ قال : «رأيت نهرا، ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا، لم أر غير ذلك» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن أبي العالية في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى قال : محمد رآه بفؤاده ولم يره بعينه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن أبي صالح في قوله : ما كذب الفؤاد ما رأى قال : رآه مرتين بفؤاده .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن سعيد بن جبير قال : ما أزعم أنه رآه، وما أزعم أنه لم يره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم ، والترمذي ، وابن مردويه ، عن أبي ذر قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل رأيت ربك؟ فقال : «نور أنى أراه» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم ، وابن مردويه ، عن أبي ذر أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل رأيت ربك؟ فقال : «رأيت نورا» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي ذر قال : رآه بقلبه، ولم يره بعينه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 24 ] وأخرج النسائي ، عن أبي ذر قال : رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربه بقلبه، ولم يره ببصره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مسلم والبيهقي في «الدلائل» عن أبي هريرة في قوله : ولقد رآه نزلة أخرى قال : رأى جبريل عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن إبراهيم قال : رأى جبريل في صورته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن مرة الهمداني قال : لم يأته جبريل في صورته إلا مرتين، فرآه في خضر، يتعلق به الدر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : ولقد رآه نزلة أخرى قال : رأى نورا عظيما عند سدرة المنتهى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود : ولقد رآه نزلة أخرى قال : رأى جبريل معلقا رجله بسدرة، عليه الدر كأنه قطر المطر على البقل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ، عن ابن مسعود : ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى قال : رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل في صورته عند السدرة، له ستمائة جناح، جناح منها سد الأفق يتناثر من أجنحته [ ص: 25 ] التهاويل؛ الدر والياقوت ما لا يعلمه إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الدلائل»، عن ابن مسعود قال : لما أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج من الأرواح، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها، فيقبض منها، إذ يغشى السدرة ما يغشى قال : فراش من ذهب، قال : وأعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ثلاثا؛ أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة «البقرة»، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا من أمته المقحمات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس أنه سئل عن سدرة المنتهى، قال : إليها ينتهي علم كل عالم، وما وراءها لا يعلمه إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، عن الضحاك ، أنه قيل له : لم تسمى سدرة المنتهى؟ قال : لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن شمر قال : جاء ابن عباس إلى كعب فقال : حدثني عن سدرة المنتهى، قال : إنها سدرة في أصل العرش، إليها ينتهي علم كل عالم؛ ملك مقرب أو نبي مرسل، ما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 26 ] وأخرج ابن جرير ، عن كعب قال : إنها سدرة على رؤوس حملة العرش، إليها ينتهي علم الخلائق، ثم ليس لأحد وراءها علم، فلذلك سميت سدرة المنتهى؛ لانتهاء العلم إليها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن عباس قال : سألت كعبا، ما سدرة المنتهى؟ قال : سدرة ينتهي إليها علم الملائكة، وعندها يجدون أمر الله لا يجاوزها علم، وسألته عن جنة المأوى؟ فقال : جنة فيها طير خضر ترتقي فيها أرواح الشهداء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، والطبراني عن ابن مسعود في قوله : عند سدرة المنتهى قال : صبر الجنة - يعني وسطها - جعل عليها فضول السندس والإستبرق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن جرير ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «انتهيت إلى السدرة فإذا نبقها مثل الجرار، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تحولت ياقوتا وزمردا، ونحو ذلك» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مجاهد في قوله : سدرة المنتهى قال : أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا، فهو حيث ينتهي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 27 ] وأخرج ابن جرير ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن أسماء بنت أبي بكر : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصف سدرة المنتهى قال : «يسير الراكب في الفنن منها مائة سنة، يستظل بالفنن منها مائة راكب، فيها فراش من ذهب، كأن ثمرها القلال» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي ، وأبو يعلى، عن ابن عباس : إذ يغشى السدرة ما يغشى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : رأيتها حتى استثبتها، ثم حال دونها فراش الذهب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس أنه قرأ : عندها جنة المأوى وعاب على من قرأ : (جنه المأوى) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عبد الله بن الزبير ، قال : من قرأ (جنه المأوى) فأجنه الله، إنما هي : جنة المأوى

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس : عندها جنة المأوى قال : هي عن يمين العرش، وهي منزل الشهداء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج آدم بن أبي إياس ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن [ ص: 28 ] مجاهد : إذ يغشى السدرة ما يغشى قال : كان أغصان السدرة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد، فرآها محمد – صلى الله عليه وسلم – بقلبه، ورأى ربه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ في «العظمة» عن ابن مسعود قال : الجنة في السماء السابعة العليا، والنار في الأرض السابعة السفلى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن علي بن أبي طالب أنه قرأ : (جنة المأوى) قال : جنة المبيت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس : إذ يغشى السدرة ما يغشى قال : الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن سلمة بن وهرام : إذ يغشى السدرة ما يغشى قال : استأذنت الملائكة الرب - تبارك وتعالى - أن ينظروا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن لهم، فغشيت الملائكة السدرة؛ لينظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن يعقوب بن زيد قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما رأيت بفناء السدرة؟ قال : «فراشا من ذهب» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : إذ يغشى السدرة ما يغشى قال : رآها ليلة أسري به يلوذ بها جراد من ذهب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن [ ص: 29 ] أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : ما زاغ البصر قال : ما ذهب يمينا ولا شمالا وما طغى قال : ما جاوز ما أمر به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، والبيهقي معا في «الدلائل» عن ابن مسعود في قوله : لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال : رأى رفرفا أخضر من الجنة قد سد الأفق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لما عرج بي، مضى جبريل حتى جاء الجنة، فدخلت فأعطيت الكوثر، ثم مضى حتى جاء سدرة المنتهى، فدنا ربك فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لما انتهيت إلى السدرة إذا ورقها مثل آذان الفيلة، وإذا نبقها أمثال القلال، فلما غشيها من أمر الله ما غشي تحولت» فذكر الياقوت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن كعب قال : سدرة المنتهى ينتهي إليها أمر كل نبي وملك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 30 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية