الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 474 ] ( ومن دخل مسجدا قد أذن فيه يكره له أن يخرج حتى يصلي ) لقوله عليه الصلاة والسلام { لا يخرج من المسجد بعد النداء إلا منافق أو رجل يخرج لحاجة يريد الرجوع } قال ( إلا إذا كان ممن ينتظم به أمر جماعة ) لأنه ترك صورة تكميل معنى ( وإن كان قد صلى وكانت الظهر أو العشاء فلا بأس بأن يخرج ) لأنه أجاب داعي الله مرة ( إلا إذا أخذ المؤذن في الإقامة ) لأنه يتهم بمخالفة الجماعة عيانا ( وإن كانت العصر أو المغرب أو الفجر خرج وإن أخذ المؤذن فيها ) لكراهة التنفل بعدها .

التالي السابق


( قوله يكره له الخروج حتى يصلي ) فيه مقيد بما بعده من أن لا يكون صلى وليس ممن تنتظم به جماعة أخرى ، فإن كان خرج إليهم وفيه قيد آخر وهو أن يكون مسجد حيه أو غيره وقد صلوا في مسجد حيه ، فإن لم يصلوا في مسجد حيه فله أن يخرج إليه والأفضل أن لا يخرج ( قوله لقوله صلى الله عليه وسلم " لا يخرج " إلخ ) روى ابن ماجه بسنده عن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من أدرك الأذان في المسجد [ ص: 475 ] ثم خرج لم يخرج لحاجة وهو لا يريد الرجوع فهو منافق } وأخرج أبو داود في المراسيل عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لا يخرج من المسجد أحد بعد النداء إلا منافق ، إلا أحد أخرجته حاجة وهو يريد الرجوع } ومراسيل سعيد يقبلها بعض من يرد المراسيل من الأئمة لأنه تتبعها فوجدها مسانيد .

وأخرج الجماعة إلا البخاري عن أبي الشعثاء قال : { كنا مع أبي هريرة رضي الله عنه في المسجد ، فخرج رجل حين أذن المؤذنون للعصر ، فقال أبو هريرة : أما هذا فقد عصى أبا القاسم . } ومثل هذا موقوف عند بعضهم ، وإن كان ابن عبد البر قال فيه وفي نظائره مسند كحديث أبي هريرة { من لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم } وقال لا يختلفون في ذلك .

ورواه ابن راهويه وزاد فيه : { أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن المؤذن فلا تخرجوا حتى تصلوا }




الخدمات العلمية