الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فلو تخفف المحدث ثم خاض الماء فابتل قدماه ثم تمم وضوءه ثم أحدث جاز أن يمسح ( يوما وليلة لمقيم ، وثلاثة أيام ولياليها لمسافر )

وابتداء المدة ( من وقت الحدث ) فقد يمسح المقيم ستا ، وقد لا يتمكن إلا من أربع كمن توضأ وتخفف قبل [ ص: 272 ] الفجر فلما طلع صلى فلما تشهد أحدث .

التالي السابق


( قوله جاز أن يمسح ) لوجود الشروط هو كونهما ملبوسين على طهر تام وقت الحدث ، ومثله ما لو غسل رجليه ثم تخفف ثم تمم الوضوء أو غسل رجلا فخففها ثم الأخرى كذلك كما في البحر ، بخلاف ما لو توضأ ثم أحدث قبل وصول الرجل إلى قدم الخف فإنه لا يمسح كما ذكره الشافعية ، وهو ظاهر ( قوله يوما وليلة ) العامل فيهما الضمير في قوله وهو جائز لعوده على المسح أو المسح في قوله شرط مسحه أفاده ط

( قوله وابتداء المدة ) قدره ليفيد أن من في كلام المصنف ابتدائية وأن الجار والمجرور خبر لمبتدإ محذوف وهو ذلك المقدر ط ( قوله من وقت الحدث ) أي لا من وقت المسح الأول كما هو رواية عن أحمد ، ولا من وقت اللبس كما حكي عن الحسن البصري ; وتمامه في البحر .

وذكر الرملي أن صريح كلام البحر أن المدة تعتبر من أول وقت الحدث لا من آخره كما هو عند الشافعية . وما قلناه أولى ; لأنه وقت عمل الخف ، ولم أر من ذكر فيه خلافا عندنا . ا هـ .

وعليه فلو كان حدثه بالنوم فابتداء المدة من أول ما نام لا من حين الاستيقاظ ، حتى لو نام أو جن أو أغمي عليه مدته بطل مسحه ( قوله ستا ) صورته لبس الخف على طهارة ثم أحدث وقت الإسفار ثم توضأ ومسح وصلى قبيل الشمس ثم صلى الصبح في اليوم الثاني عقب الفجر . ح ، وقد يصلي سبعا على الاختلاف بحر : أي الاختلاف بين الإمام وصاحبيه ; بأن أحدث فيما بين المثلين ثم صلى الظهر في اليوم الأول على قول الإمام بعد المثل ، والعصر [ ص: 272 ] أيضا بعد المثلين ، وفي اليوم الثاني صلى الظهر قبل المثل ( قوله فلما تشهد أحدث ) فإنه لا يمكنه صلاة الصبح في اليوم الثاني لبطلانها بانقضاء مدة المسح في القعدة كما سيأتي في الاثني عشرية




الخدمات العلمية