الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
852 892 - نا nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى، نا nindex.php?page=showalam&ids=14797أبو عامر العقدي، نا nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان، عن nindex.php?page=showalam&ids=11969أبي جمرة الضبعي، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، قال: nindex.php?page=treesubj&link=1014_32762إن أول جمعة جمعت في الإسلام - بعد جمعة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين.
قد ذكرنا هذا الحديث في أول " كتاب الجمعة "، وذكرنا بعض الاختلاف في إسناده ومتنه، وأن معناه: أنه لم يجمع في الإسلام بعد التجميع بالمدينة إلا في مسجد عبد القيس بالبحرين ، فكان أول بلد أقيمت الجمعة فيه المدينة ، ثم بعدها قرية جوثاء بالبحرين .
وهذا يدل على أن عبد القيس أسلموا قبل فتح مكة، وجمعوا في مسجدهم، ثم فتحت مكة بعد ذلك، وجمع فيها.
والمقصود: أنهم جمعوا في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في قرية جواثاء ، وإنما وقع ذلك منهم بإذن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمره لهم؛ فإن وفد عبد القيس أسلموا طائعين، وقدموا راغبين في الإسلام، وسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مهمات الدين، وبين لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قواعد الإيمان وأصوله، وقد سبق ذكر حديثهم في " كتاب الإيمان ".
فيدل ذلك على جواز nindex.php?page=treesubj&link=924_1014إقامة الجمعة بالقرى ، وأنه لا يشترط لإقامة الجمعة المصر الجامع، كما قاله طائفة من العلماء.
[ ص: 389 ] وممن ذهب إلى جواز إقامة الجمعة في القرى: nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=17134ومكحول nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق .
وروى القناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان نحوه.
وكان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يمر بالمياه بين مكة والمدينة ، فيرى أهلها يجمعون، فلا يعيب عليهم.
ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن العمري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عنه.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : لا جمعة في سفر، ولا جمعة إلا في مصر جامع.
وهذا - مع الذي قبله - يدل على أنه أراد بالمصر القرى.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم بإسناده، عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ، أنه كان يجمع بالربذة مع الناس.
وقالت طائفة: لا جمعة إلا في مصر جامع، روي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري - في المشهور عنه - nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد بن الحسن .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين : لا جمعة إلا في مصر.
وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي خلاف ذلك، روى nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16833قيس بن الربيع ، عن طالب بن السميدع ، عن أبيه، أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا جمع بالمدائن .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12067أبي عبد الرحمن السلمي ، أن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة جمع بالمدائن .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16570عطاء بن أبي ميمونة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12003أبي رافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال: كتبت إلى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب أسأله عن الجمعة بالبحرين ، فكتب إلي: أن اجمعوا حيثما كنتم .
قال الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : هذا إسناد جيد.
[ ص: 390 ] وروى nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع بإسناده، عن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي ، أنه جمع بحلوان .
وهذا كله يدل على أن من قال: لا جمعة إلا في مصر جامع، فإنه أراد بذلك القرى التي فيها وال من جهة الإمام، فيكون مراده: أنه لا جمعة إلا بإذن الإمام في مكان له فيه نائب يقيم الجمعة بإذنه.
وبذلك فسره nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في رواية عنه.
وكذلك روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن - صاحب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة - تفسير المصر: أن الإمام إذا بعث إلى قرية نائبا له لإقامة الحدود، فهو مصر، فلو عزله ألحق بالقرى.
وروي نحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة - أيضا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : المصر إذا كان به الحاكم، ولا يقال للقرى: مصر.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق : كل قرية فيها أربعون رجلا يقال لها: مصر.
وهذا بعيد جدا.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان روايتان في تفسير المصر:
إحداهما: أنه كل مصر فيه جماعة وإمام.
والثانية - نقلها عنه nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك -: أن المصر الجامع ما عرفه الناس أنه جامع.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار : سمعنا أن لا جمعة إلا في قرية جامعة.
وعنه، قال: إذا كان المسجد تجمع فيه الصلوات فلتصل فيه الجمعة.
وقد تقدم حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، أن أول جمعة جمعت بالمدينة في نقيع الخضمات في هزم من حرة بني بياضة ، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع أول ما قدم المدينة في مسجد بني سالم .