الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2745 113 - حدثنا إبراهيم بن موسى قال : أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : بينا الحبشة يلعبون عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بحرابهم دخل عمر فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها ، فقال : دعهم يا عمر ، وزاد علي قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر في المسجد .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : ليس في الحديث ذكر الحراب . قلت : ورد ذكره في بعض طرقه في حديث عائشة ، وقد مر في كتاب الصلاة في باب أصحاب الحراب في المسجد .

                                                                                                                                                                                  وإبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء أبو إسحاق الرازي يعرف بالصغير ، وهشام بن يوسف ومعمر بن راشد والزهري محمد بن مسلم ، وابن المسيب سعيد .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في العيد عن محمد بن رافع وعبد بن حميد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فأهوى " أي : قصد ، والحصى جمع حصاة ، قوله : " فحصبهم بها " أي : رماهم بالحصى ، قوله : " دعهم " أي : اتركهم ، قوله : " وزاد علي " أي : ابن المديني ، والزيادة هي لفظة في المسجد ، وفي رواية الكشميهني : وزادنا علي ، وفي ( التوضيح ) : واللعب بالحراب سنة ليكون ذلك عدة للقاء العدو وليتدرب الناس فيه ، ولم يعلم عمر - رضي الله تعالى عنه - معنى ذلك حين حصبهم ، حتى قال له - صلى الله عليه وسلم - : دعهم .

                                                                                                                                                                                  وفيه أن من تأول فأخطأ لا لوم عليه ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يوبخ عمر إذ كان متأولا ، وقال ابن التين : حصب عمر الحبشة يحتمل أن يكون ظن أنه لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يعلم أنه رآهم ، أو يكون [ ص: 184 ] ظن أنه استحيى منهم ، وهذا أولى لقوله يلعبون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه جواز مثل هذا اللعب في المسجد إذا كان فيما يشمل الناس لعبه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية