الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2751 119 - حدثنا سليمان بن حرب قال : حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ليلة ، فخرجوا نحو الصوت ، فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبي طلحة عري ، وفي عنقه السيف ، وهو يقول : لم تراعوا لم تراعوا ، ثم قال : وجدناه بحرا أو قال : إنه لبحر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " وفي عنقه السيف " .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : ليس فيه ذكر الحمائل . قلت : الحمائل من جملة السيف ، وذكر السيف يدل عليه ، والحديث مر عن قريب في باب ركوب الفرس العري ، وفي باب الشجاعة في الحرب ، وفي غيرهما ، ومر الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وقد استبرأ " أي : حقق الخبر ، قوله : " لم تراعوا " وقع في رواية الحموي والكشميهني مرتين ومعناه : لا تخافوا ، والعرب تتكلم بهذه الكلمة واضعة كلمة لم موضع كلمة لا ، قوله : "وجدناه بحرا " أي : وجدنا هذا الفرس واسع الجري كماء البحر ، كأنه يسبح في جريه كما يسبح ماء البحر إذا ركب بعض أمواجه بعضا ، قوله : " أو قال " شك من الراوي ، أي : أو قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنه لبحر ، وهذا أبلغ من الأول في وصفه بالجري القوي .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية