الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2008 قال همام: وجدت في كتابي: يختار ثلاث مرار، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما فعسى أن يربحا ربحا ويمحقا بركة بيعهما.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  همام هو ابن يحيى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وجدت في كتابي" يعني: المحفوظ هو الذي رويته، لكن الموجود في كتابي "بخيار" منكرا بدون الألف واللام، وهو مكتوب ثلاث مرات، وفي بعضها بإضافته إلى "ثلاث مرار" وفي بعضها "يختار" بلفظ الفعل، وحينئذ يحتمل أن يكون "ثلاث مرار" متعلقا بقوله: "يختار" وقال ابن التين : وقول همام إلى آخره غير محفوظ، والرواة على خلافه، وإذا خالف الواحد الرواة جميعا لم يقبل قوله، سيما أنه وجده في كتابه، وربما أدخل على الرجل في كتبه إذا لم يكن شديد الضبط، وقال أبو داود : إن هماما تفرد بذلك عن أصحاب قتادة.

                                                                                                                                                                                  ووقع في رواية أحمد عن عثمان، عن همام قال: وجدت في كتابي "الخيار ثلاث مرار" ولم يصرح همام عمن حدثه بهذه الزيادة.

                                                                                                                                                                                  (قلت): فرجع الأمر إلى ما قاله ابن التين.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإن صدقا" إلى آخره من تتمة حديث حكيم بن حزام.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: (فإن قلت): "صدقا" إلى آخره هل هو داخل تحت الموجود في كتابه، أو هو مروي من الحفظ متعلق بما قبله؟

                                                                                                                                                                                  (قلت): يحتملهما، والظاهر هو الثاني.

                                                                                                                                                                                  (قلت): لا شك أنه من جملة حديث حكيم كما ذكرناه، وقوله: "قال همام" إلى قوله: "مرار" معترض في أثناء حديث حكيم، وقد مر حديثه في (باب: إذا بين البيعان) وقد مر الكلام فيه مستقصى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية