الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8775 - من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (حم ق 4) عن أبي هريرة - (صح)

التالي السابق


(من صام رمضان) أي في رمضان يعني صام أيامه كلها (إيمانا) مفعول له أي صامه إيمانا بفرضيته، أو حال أي مصدقا، أو مصدر أي صوم مؤمن (واحتسابا) أي طلبا للثواب غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه (غفر له ما تقدم من ذنبه) اسم جنس مضاف فيشمل كل ذنب، لكن خصه الجمهور بالصغائر، وفي الحديث الآتي: وما تأخر، واستشكاله بأن الغفر الستر، فكيف يتصور فيما لم يقع؟ منع بأن من لم يقع فرض وقوعه مبالغة، وفيه فضل رمضان وصيامه، وأن تنال به المغفرة، وبأن الإيمان وهو التصديق، والاحتساب وهو الطواعية شرط لنيل الثواب والمغفرة في صوم رمضان، فينبغي الإتيان به بنية خالصة وطوية صافية امتثالا لأمره تعالى واتكالا على وعده من غير كراهية وملالة لما يصيبه من أذى الجوع والعطش وكلفة الكف عن قضاء الوطر، بل يحتسب النصب والتعب في طول أيامه، ولا يتمنى سرعة انصرامه، ويستلذ مضاضته، فإذا لم يفعل ذلك فقد مر في حديث: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع

[تنبيه] قال في الروض: قال سيبويه : مما لا يكون العمل إلا فيه كله المحرم وصفر، يريد أن الاسم العلم يتناوله اللفظ كله، وكذا إذا قلنا: الأحد أو الاثنين، فإن قلنا: يوم الأحد شهر المحرم كان ظرفا ولم يجر مجرى المفعولات، وذاك العموم من اللفظ لأنك تريد: في الشهر وفي اليوم، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان ولم يقل: شهور رمضان ليكون العمل كله، قال: وهذه فائدة تساوي رحلة، قال الكرماني: ولو ترك الصوم فيه لمرض ونيته أنه لولا العذر صامه دخل في هذا الحكم، كما لو صلى قاعدا لعذر فإن له ثواب القائم

(حم ق) في الصوم (عن أبي هريرة ) وفي الباب غيره أيضا.



الخدمات العلمية