الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3308 3499 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: " الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية". سميت اليمن; لأنها عن يمين الكعبة، والشأم عن يسار الكعبة، والمشأمة: الميسرة، واليد اليسرى: الشؤمى، والجانب الأيسر الأشأم. [انظر: 3301- مسلم: 52- فتح: 6 \ 526]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- إلا المودة في القربى [الشورى: 23] قال: فقال سعيد بن جبير: قربى محمد- صلى الله عليه وسلم- وقال: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يكن بطن من قريش الأ وله فيه قرابة، فنزلت عليه: الأ أن تصلوا قرابة بيني وبينكم.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 26 ] اختلف في ذلك على أقوال:

                                                                                                                                                                                                                              أحدها: محبة قرابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهم أهل بيته من بني هاشم فمن بعدهم من أهل البيت.

                                                                                                                                                                                                                              ثانيها: مودة قريش، وعبارة ابن التين في حكايته قيل: المراد: علي، وفاطمة، وولدهما. ذكر ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبه قال ابن عباس، قال عكرمة: كانت قريش تصل الرحم فلما بعث محمد قطعته، فقال: صلوني كما كنتم تفعلون. فالمعنى: لكن أذكركم قرابتي.

                                                                                                                                                                                                                              ثالثها: مودة من يتقرب إلى الله وهو رأي الصوفية، ولا بعد في دخول الكل في الآية وهو راجع إلى الاعتقاد، وقال الضحاك نسختها: قل لا أسألكم عليه أجرا .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن العربي: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا محرم عليه أن يأخذ (أجرا على التبليغ) قال: وظن بعضهم أنه استثناء منقطع إذ ليس المودة من الأجرة.

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر في الباب حديث أبي مسعود- رضي الله عنه- يبلغ به النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "من ها هنا جاءت الفتن-نحو المشرق- والجفاء، وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر في ربيعة ومضر". وسلف في بدء الخلق.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية".

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عبد الله: سميت اليمن; لأنها عن يمين الكعبة، والشأم

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 27 ] لأنها عن يسار الكعبة، والمشأمة: الميسرة، واليد اليسرى: الشؤمى، والجانب الأيسر: الأشأم. وقد سلف، وقد أخرجه مسلم في الإيمان أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              ومراده بالسكينة في أهل الغنم أن أهلها أهل مسكنة وخضوع، وأهل الإبل متكبرون مختالون كما ذكر، وكانوا يستحقرون أصحاب الغنم. وقال الداودي: قوله: "والفخر والخيلاء في الفدادين" وهم، وإنما نسب إليهم الجفاء وهما في أصحاب الخيل.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية