الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              3647 3860 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال: أخبرني جدي، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحمل مع النبي- صلى الله عليه وسلم- إداوة; لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها، فقال: "من هذا؟". فقال: أنا أبو هريرة. فقال: " ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة". فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي، حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت، حتى إذا فرغ مشيت، فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين-ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما". [انظر: 155- فتح: 7 \ 171]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث معن بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سألت مسروقا:

                                                                                                                                                                                                                              من آذن النبي- صلى الله عليه وسلم- بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك - يعني: عبد الله- أنه آذنت بهم شجرة.

                                                                                                                                                                                                                              وحديث (أبي هريرة) أنه كان يحمل مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إداوة.

                                                                                                                                                                                                                              الحديث سلف في الطهارة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 489 ] وزاد هنا: (حتى إذا فرغ مشيت معه فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وقد حسن نصيبين-ونعم الجن- فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليها طعاما". قال ابن عباس: في الآية إنما أوحي إليه قول الجن. والنفر: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: من ثلاثة إلى عشرة. ومعن هذا هو ابن ابن مسعود، وكذلك عن أبيه- يعني: عبد الرحمن- قال: حدثني أبوك -يعني عبد الله بن مسعود، و(آذن): بالمد أي: أعلمه، ومعنى "ابغني أحجارا" في حديث (أبي هريرة) : اطلب لي، وهو موصول ثلاثي يقال: بغيتك الشيء: طلبته لك، وأبغيتكه-هو رباعي-: أعينك على طلبه، والأول المراد بالحديث. وفيه: الدعاء لهم.

                                                                                                                                                                                                                              والوفد: القوم يقدمون، وقوله: "إلا وجدوا عليها طعاما" أي: حقيقة، وقد جاء: "تجدونها أوفر ما كان لحما سمينا".

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن التين: يحتمل أن يجعل الله ذلك عليها، ويحتمل أن يذيقهم منها طعاما، ويقل ذلك ويكثر، وفي مسلم أن البعر زاد دوابهم، وقال: في الروثة "هذا ركس"، وسلف في الطهارة.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 490 ] فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              أسلفنا في باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم قريبا أنهم كانوا تسعة فيما ذكره الزجاج، وقيل: سبعة، وكانوا من نصيبين كما في الحديث. وقيل: من اليمن، وكانوا يهود، وقيل: مشركين، وفي "تفسير ابن عباس" أسماؤهم: سليط، شاصر، وحاصر، وحيفا، ولما، ولحقم، والأرقم، والأدرس، وسلف هناك غير ذلك.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية