الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4467 4744 - حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي قال: حدثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. قال قيس: وفيهم نزلت هذان خصمان اختصموا في ربهم [ الحج: 19] قال: هم الذين بارزوا يوم بدر علي، وحمزة وعبيدة، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة. [ انظر:3965 - فتح: 8 \ 443]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي ذر - رضي الله عنه -، وحديث علي - رضي الله عنه - أن هذه الآية نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر، وقد سلف ذلك في غزوة بدر. ثم قال: ورواه سفيان عن أبي هاشم وقال عثمان: عن جرير، عن منصور، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز قوله. ورواية سفيان هذه التي تابع بها هشيما سلفت هناك أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              وساقه الحاكم من حديث سفيان -وهو ابن سعيد- عن أبي هاشم، أظنه: عن أبي مجلز، عن قيس، عن علي. ثم قال: وهذا إسناد صحيح عن علي. قال: وتابع سليمان التيمي أبا هاشم على روايته عن أبي [ ص: 17 ] مجلز، [ عن قيس، عن علي]، ثم ساقه. ثم قال: صحيح، فقد صح الحديث بهذه الروايات عن علي كما صح عن أبي ذر.

                                                                                                                                                                                                                              قال الدارقطني: ورواه عن [ ... ] عون [ بن] كهمس، عن سليمان، عن أبي مجلز، عن قيس. فذكره، ووهم عون فيه، وإنما يروي التيمي بهذا الإسناد: "أنا أول من يجثو للخصومة"، قال قيس: فيهم نزلت هذان خصمان كذلك رواه معتمر عن أبيه، وفصل قول علي من قول قيس، وتابعه عيسى بن يونس، ويزيد بن هارون فروياه عن التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قوله: نزلت فيهم هذه الآية. ولم يذكرا عليا، وحديث أبي هاشم عن أبي ذر صحيح، وقول معتمر عن أبيه صحيح، وحديث [ عون بن] كهمس عن سليمان وهم. وقال في موضع آخر: فاضطرب الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: و( كهمس ) تابعه عبد الله بن المبارك ويوسف بن يعقوب السدوسي كما ساقه ابن مردويه، قال النووي: ولا يلزم من هذا ضعف الحديث ولا اضطرابه ; لأن قيسا سمعه من أبي ذر فرواه عنه وسمع من علي بعضه وأضاف إليه ما سمعه من أبي ذر وذكره أبو مجلز [ ص: 18 ] ولم يقل: إنه من كلام نفسه ورأيه ولا عيب في ذلك فيذكره الراوي مرة ويرفعه أخرى عند الرواية.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: وعلى تقدير ذكره له مرفوعا فالحكم للرفع على الراجح. وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس أنهم أهل الكتاب، قالوا للمؤمنين: نحن أولياء الله وأقدم كتابا ونبينا قبل نبيكم فقال المؤمنون: نحن أحق بالله. . الحديث. وعنه: لما بارز علي وصاحباه وقتلوا من بارزهم قلت: صدق الله هذان خصمان الآية.

                                                                                                                                                                                                                              فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              المراد بصاحبي علي: حمزة وعبيدة بن الحارث، وبصاحبي عتبة: أخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، وصحف عبيد الله بن موسى شيبة بستة، يريد فكان المبارزون ستة، وهو غريب فلا يكمل عددهم إلا بشيبة. فقتل عتبة وشيبة علي وحمزة، ومالا على الوليد فقتلاه وقطع الوليد رجل عبيدة فمات بها بالصفراء.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية