الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4529 4807 - حدثني محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، عن العوام قال: سألت مجاهدا عن سجدة ص فقال سألت ابن عباس من أين سجدت؟ فقال: أوما تقرأ ومن ذريته داود وسليمان [ الأنعام: 84] أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده [ الأنعام: 90] فكان داود ممن أمر نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أن يقتدي به، فسجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. [ انظر: 3421].

                                                                                                                                                                                                                              عجاب [ ص: 5]: عجيب. القط: الصحيفة، هو ها هنا صحيفة الحسنات. وقال مجاهد في عزة [ ص: 2]: معازين. الملة الآخرة [ ص: 7]: ملة قريش. الاختلاق: الكذب. الأسباب [ ص: 10]: طرق السماء في أبوابها جند ما هنالك مهزوم [ ص: 11]: يعني قريشا أولئك الأحزاب [ ص: 13]: القرون الماضية. فواق [ ص: 15]: رجوع. قطنا [ ص: 16]: عذابنا سخريا [ ص: 63]: أحطنا بهم أتراب [ ص: 52]: أمثال. وقال ابن عباس: الأيد [ ص: 17]: القوة في العبادة (الأبصار) [ ص: 45]: البصر في أمر الله، حب الخير عن ذكر ربي [ ص: 32]: من ذكر. فطفق مسحا [ ص: 33]: يمسح أعراف الخيل وعراقيبها. الأصفاد [ ص: 38]: الوثاق. [ فتح: 8 \ 544]

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 166 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 166 ] وهي مكية ونزلت بعد سورة الانشقاق. وقبل: الأعراف، قاله السخاوي .

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق فيه حديث العوام قال: سألت مجاهدا عن السجدة في ص، قال سئل ابن عباس فقال: أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده [ الأنعام: 90]. وكان ابن عباس يسجد فيها.

                                                                                                                                                                                                                              وعنه قال سألت مجاهدا عن سجدة ص فقال سألت ابن عباس من أين سجدت؟ فقال: أوما تقرأ ومن ذريته داود وسليمان [ الأنعام: 84] أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده [ الأنعام: 95] فكان داود ممن أمر نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أن يقتدي به، فسجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

                                                                                                                                                                                                                              وهذا سلف في تفسير سورة الأنعام من حديث سليمان الأحول أن مجاهدا أخبره أنه سأل ابن عباس فذكره. ثم ذكر طريق العوام أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              شيخ البخاري في الثاني هو محمد بن عبد الله ، قال الكلاباذي وابن طاهر: نراه الذهلي.

                                                                                                                                                                                                                              وسجود ابن عباس فيها دال على الاستنان بشريعة من قبلنا، وعندنا أنها سجدة شكر تستحب في غير الصلاة وتحرم فيها، ومحل السجود فيها ( وأناب ) أو ( مآب ) حكاه المالكية.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( عجاب : عجيب ). قلت: وقرئ بتشديد الجيم، والمعنى واحد، وقيل: هو أكثر.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 167 ] ( ص ) ( القط: الصحيفة، وهو هنا صحيفة الحسنات ) وقال سعيد بن جبير : نصيبا من الآخرة، وقال قتادة : نصيبا من العذاب، وقائل ذلك أبو جهل، وقيل: النضر بن الحارث بن كلدة.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال مجاهد : في عزة أي: معازين ) أسند هذا عبد بن حميد من حديث ابن أبي نجيح عنه، وعن قتادة : في حمية وفراق.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الملة الآخرة : ملة قريش ) أخرجه الطبري من حديث القاسم بن أبي بزة، عنه، وأخرج أيضا عن ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي والسدي أنها النصرانية، وقاله قتادة أيضا فيما حكاه عبد والفراء في "معانيه".

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الاختلاق: الكذب ) هو كما قال.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الأسباب : طرق السماء ( وهي أبوابها ) قلت: وقيل: هي الجبال.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( جند ما هنالك ) ( ما ) صلة ( مهزوم : يعني قريشا ) أي: مغلوب ممنوع من الصعود إلى السماء.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( أولئك الأحزاب : القرون الماضية ) أي: الذين مروا.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 168 ] ( ص ) ( فواق : رجوع ) أي: إلى الدنيا، وفيه ضم الفاء وفتحها لغتان، وهما قراءتان، وقيل: الفتح راحة، وبالضم انتظار.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( قطنا : عذابنا ) قد سلف.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( فطفق مسحا : يمسح أعراف الخيل وعراقيبها ) أي: بالسيف يمسح سوقها وأعناقها.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الأصفاد : الوثاق ) أي: مشدودين في العتود، واحدهما صفد.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( سخريا : أحطنا بهم ) أي: وليس كذلك، فلم يدخلوا معنا النار. وقوله: ( أحطنا بهم ) كذا هو في الأصول، وبخط الدمياطي لعله: أخطأناهم، وحذف مع ذلك القول الذي هو تفسيره، وهو أم زاغت عنهم الأبصار .

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( أتراب : أمثال ) أي: جمع ترب، وهو اللدة، أي: على سن واحد.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال ابن عباس : ( الأيد ): القوة في العبادة و ( الأبصار ): البصر في أمر الله ) هذا الأثر أسنده الطبري ، عن محمد بن سعد ، حدثني أبي، حدثني عمي، حدثني أبي، عن أبيه، عنه. وعن مجاهد : القوة في الطاعة، وعن قتادة : أعطي قوة في العبادة وفقها [ ص: 169 ] في الإسلام، قال: وذكر لنا أن داود كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر. قلت: الثابت في "الصحيح" أنه كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية