الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4558 [ ص: 256 ] 3 - باب: قوله: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا [ الفتح: 8]

                                                                                                                                                                                                                              4838 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن هذه الآية التي في القرآن إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا [ الفتح: 8] قال: في التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله. فيفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا. [ انظر:2125 - فتح: 8 \ 585]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أن هذه الآية التي في القرآن إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا [ الفتح: 8] قال: في التوراة: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله. فيفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              الشاهد هو المبين ; لأنه يبين الحكم، فسمي شاهدا لمشاهدته المآل والحقيقة، فكأنه الناصر بما شاهد، ويشهد عليهم أيضا بالتبليغ وبأعمالهم من طاعة ومعصية، وبين ما أرسل إليهم، وأصلها الإخبار [ ص: 257 ] بما شوهد. وعن قتادة : شاهدا على أمته وعلى الأنبياء، ومبشرا بالجنة لمن أطاعه.

                                                                                                                                                                                                                              ونذيرا أي: من النار، أصله الإنذار، وهو التحذير. والمتوكل: هو الذي يكل أمره إلى الله.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث أخرجه هنا عن عبد الله ، وهو ابن مسلم كما صرح به ابن السكن . وأخرجه في البيوع عن محمد بن سنان، وقال أبو مسعود: عبد الله الذي لم ينسبه، يقال: إنه ابن رجاء، وقال بعضهم: هو ابن صالح. والحديث عندهما عن الماجشون، ونقل ما أسلفنا عن ابن السكن الجياني وقال: إنه ضعيف. والذي عندي أنه عبد الله بن صالح كاتب الليث ، على أن الحاكم قطع أن البخاري لم يخرج في "صحيحه" عنه شيئا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية