الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5298 [ ص: 210 ] 20 - باب: الكرع في الحوض

                                                                                                                                                                                                                              5621 - حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له، فسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، فرد الرجل فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي. وهي ساعة حارة، وهو يحول في حائط له - يعني: الماء - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن كان عندك ماء بات في شنة وإلا كرعنا". والرجل يحول الماء في حائط، فقال الرجل: يا رسول الله، عندي ماء بات في شنة. فانطلق إلى العريش فسكب في قدح ماء، ثم حلب عليه من داجن له، فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أعاد، فشرب الرجل الذي جاء معه. [انظر: 5613 - فتح 10 \ 88]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل على رجل من الأنصار ومعه صاحب له، فسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، فرد الرجل فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي. وهي ساعة حارة، وهو يحول في حائط .. الحديث. وقد سلف ذلك قريبا .

                                                                                                                                                                                                                              والكرع بالتحريك: ماء السماء يكرع فيه. وقد أسلفنا أن معنى "وإلا كرعنا" تعني: أخذنا الماء بأفواهنا من غير آلة.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن سيده: كرع: تناول بفيه من غير إناء. وقيل: هو أن يدخل النهر ثم يشرب، وقيل: هو أن يصوب رأسه في الماء وإن لم يشرب .

                                                                                                                                                                                                                              وفي الجامع: كل خائض ماء كارع شرب أو لم يشرب، (والكرع: الشرب) .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 211 ] وقد أسلفنا عن "الصحاح" أن فيه لغة كرع بالكسر .

                                                                                                                                                                                                                              وفي " التهذيب": كرع في الإناء: إذا مال نحوه عنقه فشرب منه .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن حزم: الكرع مباح إذ لم يصح فيه نهي ولا أمر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة ، عن محمد بن فضيل حديثا لو صح لكان معارضا لحديث الباب، وهو ثنا ليث بن أبي سليمان، عن سعيد بن عامر، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تكرعوا ولكن اغسلوا أيديكم واشربوا فيها فإنه ليس من إناء أطيب من اليد" ، ورواه ابن ماجه من حديث بقية، عن مسلم بن عبد الله، عن زياد بن عبد الله، عن عاصم بن محمد بن عمر، عن أبيه، عن جده بلفظ: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نشرب على بطوننا وهو الكرع، ونهانا أن نشرب باليد الواحدة، وقال: "لا يلغ أحدكم كما يلغ الكلب ولا يشرب باليد الواحدة كما يشرب القوم الذين سخط الله عليهم ولا يشرب بالليل في إناء حتى يحركه إلا أن يكون مخمرا .. " الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عساكر: كذا قال عاصم بن محمد بن عمر، وإنما هو عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية