الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
332 [ 898 ] أبنا nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع، أبنا nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، أبنا nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب الثقفي، عن nindex.php?page=showalam&ids=15804خالد الحذاء، عن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=657907nindex.php?page=treesubj&link=1866_1872سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاث ركعات من العصر، ثم قام فدخل الحجرة، فقام الخرباق رجل بسيط اليدين فنادى: يا رسول الله أقصرت الصلاة؟ [ ص: 164 ] فخرج مغضبا يجر رداءه، فسأل فأخبر، فصلى تلك الركعة التي كان ترك، ثم سلم ثم سجد سجدتين، ثم سلم .
ذو اليدين صحابي من بني سليم، يقال: هو الخرباق السلمي، أسلم في آخر زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ينزل بذي خشب من ناحية المدينة.
روى عنه: nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين .
وحديث عبد الله رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن عاصم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود السجستاني عن nindex.php?page=showalam&ids=17173موسى بن إسماعيل عن أبان عن عاصم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933الحافظ أبو بكر البيهقي : هذا الحديث قد رواه جماعة من الأئمة عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود، وتداوله الفقهاء إلا أن صاحبي الصحيح [يتوقيان] رواية عاصم لسوء حفظ، لكنهما أخرجا الحديث ببعض معناه من طريق آخر، فرويا عن nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير وغيره عن محمد بن فضيل عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651124كنا نسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا [عليه] فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله كنا [ ص: 165 ] نسلم عليك في الصلاة فترد علينا، قال: "إن في الصلاة شغلا".
وفي الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=657849أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة فجئت وقد قضيتها فسلمت عليه [فلم يرد علي] فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد علي أني أبطأت عليه، ثم سلمت عليه فلم يرد علي فوقع في نفسي أشد من المرة الأولى، ثم سلمت عليه فرد علي، فقال: "إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي". وكان على راحلته متوجها لغير القبلة .
وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم، ومعاوية بن الحكم السلمي.
وحديث محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود عن محمد بن عبيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب عن محمد وقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=687917صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر، قال: فصلى بنا ركعتين، ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها إحديهما على الأخرى ... وذكر الحديث.
وحديث أبي سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك.
وحديث أبي المهلب عن عمران أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن إسحاق بن [ ص: 166 ] إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب الثقفي.
وقول عبد الله: "فأخذني ما قرب وما بعد" في رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود السجستاني "فأخذني ما قدم وما حدث" يريد به شدة الحزن، أي: عاودني قديم الأحزان وانضم إليه حديثها، وقس على هذا ما قرب وما بعد.
وفي الحديث دليل على أن nindex.php?page=treesubj&link=18173المصلي إذا سلم عليه لا يرد السلام نطقا، ويروى خلاف ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة والحسن nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب.
ويحسن أن يرد بالإشارة فعن nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=662705مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يصلي فسلمت عليه فرد إشارة .
ويحسن أيضا الرد بعد السلام، فقد روي في آخر حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: "وأن الله قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة" ورد علي السلام.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي محتجا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أن أحدا لا يتعمد الكلام في الصلاة وهو ذاكر لها، فإن خالف بطلت صلاته وعليه الاستئناف لحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، ولا أعلم فيه مخالفا ممن لقيت من أهل العلم.
قال: ومن تكلم فيها وهو ناس لكونه في الصلاة أو عنده أنه قد أكملها لم تبطل صلاته; لحديث ذي اليدين.
وحكى في "اختلاف الحديث" عمن يخالفه في الكلام في الصلاة ناسيا أن حديث ذي اليدين منسوخ بحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وأجاب [ ص: 167 ] عنه بأن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رجع من هجرة الحبشة إلى مكة ثم هاجر منها إلى المدينة وشهد بدرا، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في قصة ذي اليدين متأخر عن ذلك بمدة فإن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر وصحبه ثلاث سنين أو أربعا، وقد قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويروى: صلى بنا، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: بينما أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر قصة ذي اليدين، ومعلوم أن المتقدم لا [...] المتأخر.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن الذي ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - سهوه، وقال: أقصرت الصلاة أم نسيت إنما هو ذو الشمالين بن عبد عمرو حليف لبني زهرة، والأصح عند علماء الحديث الأول، وقالوا: ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة من فضلة من خزاعة من بني عسفان، وكان حليفا لبني زهرة قتل يوم بدر شهيدا ولم يعقب، وذو اليدين بقي بعد وفاة النبي، يروي شعيب بن مطير عن أبيه مطير عن ذي اليدين، وذكر أنه لقيه بذي خشب.
وقوله: "أقصرت الصلاة" وتروى بضم القاف من القصر، وتروى "أقصرت" بفتح القاف وضم الصاد، ويوافق الأول ما في بعض الروايات: "أخففت الصلاة".
وكان ذو اليدين مترددا في بقائه في الصلاة حين قال: "أقصرت" لأنه كان الزمان زمان نزول الوحي، فقال: لعل الصلاة قد خففت، فلم يكن كلامه مبطلا لصلاته، وأما كلام القوم فله تنزيلان:
أحدهما: أن الراوي توسع في حكايته القول عنهم وأراد أنهم [ ص: 168 ] أشاروا، كما يقال: قال فلان برأسه كذا، يدل عليه أن في بعض الروايات "فأومئوا أي نعم" أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود في السنن .
والثاني: أن جواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجب وإن كان المخاطب في الصلاة ولا تبطل الصلاة به، وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب وهو في الصلاة فدعاه فلم يجبه ثم اعتذر إليه بأنه كان في الصلاة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تسمع الله تعالى يقول: nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24استجيبوا لله وللرسول " ويجوز أن يكون كلامه لترددهم في قصر الصلاة أيضا.
والروايات الثلاث المذكورة في سهو النبي - صلى الله عليه وسلم - متوافقة على أن nindex.php?page=treesubj&link=1872سجدتي السهو كانتا بعد السلام، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وجماعة، والظاهر من قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه nindex.php?page=treesubj&link=1871تقديم سجدتي السهو على [السلام] لما روي عن عبد الله بن بحينة -وقد مر في الكتاب nindex.php?page=hadith&LINKID=650786أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الأولتين لم يجلس فقام الناس معه، حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمة كبر فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم.
وله قول آخر، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: أن السهو إن كان بزيادة فالسجدتان بعد السلام; لقصة ذي اليدين فإن النبي - صلى الله عليه وسلم -[سلم] وتكلم ومشى، وإن كان بنقصان كترك التشهد الأول فالسجدتان قبل السلام; لحديث ابن بحينة .
[ ص: 169 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري nindex.php?page=hadith&LINKID=73106أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد قبل السلام وبعده، وآخر الأمرين السجود قبل السلام.
وقوله: "فسجد مثل سجوده أو أطول" يعني: مثل سجود صلب الصلاة.
واحتج بعض أصحابنا بمراجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس وبناء الأمر على قولهم: نعم، لتجويز الاعتماد على قول الجمع إذا كثروا، والأظهر المنع; لأن المتردد في فعل نفسه لا يرجع إلى قول غيره كالحاكم إذا تردد في حكمه، وعلى هذا فالنبي - صلى الله عليه وسلم - ظهر له الحال فعرفها بعد المراجعة فعمل بعمله.
وفي القصة أن nindex.php?page=treesubj&link=1873المشروع للسهو سجدتان، وأنه يكبر فيهما هويا وارتفاعا، وفي الرواية الأخيرة أنه إذا سجد بعد السلام يسلم عن السجدتين، وأن من سلم ثم علم أنه ترك ركنا أو ركعة يبني على صلاته إذا لم يطل الفصل، وأن تحلل الكلام واستدبار القبلة لا يمنع البناء، وأن nindex.php?page=treesubj&link=1877تعدد السهو لا يقتضي تكرير السجدتين فإن النبي - صلى الله عليه وسلم كان قد سلم وتكلم واستدبر الكعبة ولم يزد على سجدتين، وأن nindex.php?page=treesubj&link=23311سهو الإمام يلحق المأمومين ويوافقونه في [السجود] ، ثم في رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم -[سلم] من اثنتين، وفي رواية عمران: "من ثلاث" والظاهر أن القصة واحدة، والرواية الأولى أشهر وأظهر.
وقوله: "رجل بسيط اليدين" أي: طويلهما، وفي بعض الروايات أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسميه لطول يديه ذي اليدين.
وقوله: "فخرج مغضبا" يمكن أن يكون غضبه لتأذيه مما وقع من [ ص: 170 ] السهو فيكون كهيئة الغضب، ويمكن أن يكون لأنه لم يطب له قوله: "أقصرت الصلاة" ويمكن أن يكون بسبب آخر وافق تلك الحالة.
وقوله: "يجر رداءه" يشير إلى أنه كان يسرع في المشي ليتعرف الحال ويتدارك.
الشرح
ذو اليدين صحابي من بني سليم، يقال: هو الخرباق السلمي، أسلم في آخر زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان ينزل بذي خشب من ناحية المدينة.
روى عنه: nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين .
وحديث عبد الله رواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن عاصم، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود السجستاني عن nindex.php?page=showalam&ids=17173موسى بن إسماعيل عن أبان عن عاصم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13933الحافظ أبو بكر البيهقي : هذا الحديث قد رواه جماعة من الأئمة عن nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم بن أبي النجود، وتداوله الفقهاء إلا أن صاحبي الصحيح [يتوقيان] رواية عاصم لسوء حفظ، لكنهما أخرجا الحديث ببعض معناه من طريق آخر، فرويا عن nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير وغيره عن محمد بن فضيل عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=651124كنا نسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا [عليه] فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله كنا [ ص: 165 ] نسلم عليك في الصلاة فترد علينا، قال: "إن في الصلاة شغلا".
وفي الصحيح عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=657849أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة فجئت وقد قضيتها فسلمت عليه [فلم يرد علي] فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد علي أني أبطأت عليه، ثم سلمت عليه فلم يرد علي فوقع في نفسي أشد من المرة الأولى، ثم سلمت عليه فرد علي، فقال: "إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي". وكان على راحلته متوجها لغير القبلة .
وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم، ومعاوية بن الحكم السلمي.
وحديث محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود عن محمد بن عبيد عن nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب عن محمد وقال: nindex.php?page=hadith&LINKID=687917صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر، قال: فصلى بنا ركعتين، ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها إحديهما على الأخرى ... وذكر الحديث.
وحديث أبي سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك.
وحديث أبي المهلب عن عمران أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن إسحاق بن [ ص: 166 ] إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب الثقفي.
وقول عبد الله: "فأخذني ما قرب وما بعد" في رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود السجستاني "فأخذني ما قدم وما حدث" يريد به شدة الحزن، أي: عاودني قديم الأحزان وانضم إليه حديثها، وقس على هذا ما قرب وما بعد.
وفي الحديث دليل على أن nindex.php?page=treesubj&link=18173المصلي إذا سلم عليه لا يرد السلام نطقا، ويروى خلاف ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة والحسن nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب.
ويحسن أن يرد بالإشارة فعن nindex.php?page=showalam&ids=52صهيب أنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=662705مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يصلي فسلمت عليه فرد إشارة .
ويحسن أيضا الرد بعد السلام، فقد روي في آخر حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود: "وأن الله قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة" ورد علي السلام.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي محتجا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أن أحدا لا يتعمد الكلام في الصلاة وهو ذاكر لها، فإن خالف بطلت صلاته وعليه الاستئناف لحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، ولا أعلم فيه مخالفا ممن لقيت من أهل العلم.
قال: ومن تكلم فيها وهو ناس لكونه في الصلاة أو عنده أنه قد أكملها لم تبطل صلاته; لحديث ذي اليدين.
وحكى في "اختلاف الحديث" عمن يخالفه في الكلام في الصلاة ناسيا أن حديث ذي اليدين منسوخ بحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود، وأجاب [ ص: 167 ] عنه بأن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رجع من هجرة الحبشة إلى مكة ثم هاجر منها إلى المدينة وشهد بدرا، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في قصة ذي اليدين متأخر عن ذلك بمدة فإن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر وصحبه ثلاث سنين أو أربعا، وقد قال: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويروى: صلى بنا، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: بينما أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر قصة ذي اليدين، ومعلوم أن المتقدم لا [...] المتأخر.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن الذي ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - سهوه، وقال: أقصرت الصلاة أم نسيت إنما هو ذو الشمالين بن عبد عمرو حليف لبني زهرة، والأصح عند علماء الحديث الأول، وقالوا: ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة من فضلة من خزاعة من بني عسفان، وكان حليفا لبني زهرة قتل يوم بدر شهيدا ولم يعقب، وذو اليدين بقي بعد وفاة النبي، يروي شعيب بن مطير عن أبيه مطير عن ذي اليدين، وذكر أنه لقيه بذي خشب.
وقوله: "أقصرت الصلاة" وتروى بضم القاف من القصر، وتروى "أقصرت" بفتح القاف وضم الصاد، ويوافق الأول ما في بعض الروايات: "أخففت الصلاة".
وكان ذو اليدين مترددا في بقائه في الصلاة حين قال: "أقصرت" لأنه كان الزمان زمان نزول الوحي، فقال: لعل الصلاة قد خففت، فلم يكن كلامه مبطلا لصلاته، وأما كلام القوم فله تنزيلان:
أحدهما: أن الراوي توسع في حكايته القول عنهم وأراد أنهم [ ص: 168 ] أشاروا، كما يقال: قال فلان برأسه كذا، يدل عليه أن في بعض الروايات "فأومئوا أي نعم" أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود في السنن .
والثاني: أن جواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجب وإن كان المخاطب في الصلاة ولا تبطل الصلاة به، وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب وهو في الصلاة فدعاه فلم يجبه ثم اعتذر إليه بأنه كان في الصلاة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تسمع الله تعالى يقول: nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24استجيبوا لله وللرسول " ويجوز أن يكون كلامه لترددهم في قصر الصلاة أيضا.
والروايات الثلاث المذكورة في سهو النبي - صلى الله عليه وسلم - متوافقة على أن nindex.php?page=treesubj&link=1872سجدتي السهو كانتا بعد السلام، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وجماعة، والظاهر من قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه nindex.php?page=treesubj&link=1871تقديم سجدتي السهو على [السلام] لما روي عن عبد الله بن بحينة -وقد مر في الكتاب nindex.php?page=hadith&LINKID=650786أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم الظهر فقام في الركعتين الأولتين لم يجلس فقام الناس معه، حتى إذا قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمة كبر فسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم سلم.
وله قول آخر، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: أن السهو إن كان بزيادة فالسجدتان بعد السلام; لقصة ذي اليدين فإن النبي - صلى الله عليه وسلم -[سلم] وتكلم ومشى، وإن كان بنقصان كترك التشهد الأول فالسجدتان قبل السلام; لحديث ابن بحينة .
[ ص: 169 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري nindex.php?page=hadith&LINKID=73106أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد قبل السلام وبعده، وآخر الأمرين السجود قبل السلام.
وقوله: "فسجد مثل سجوده أو أطول" يعني: مثل سجود صلب الصلاة.
واحتج بعض أصحابنا بمراجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس وبناء الأمر على قولهم: نعم، لتجويز الاعتماد على قول الجمع إذا كثروا، والأظهر المنع; لأن المتردد في فعل نفسه لا يرجع إلى قول غيره كالحاكم إذا تردد في حكمه، وعلى هذا فالنبي - صلى الله عليه وسلم - ظهر له الحال فعرفها بعد المراجعة فعمل بعمله.
وفي القصة أن nindex.php?page=treesubj&link=1873المشروع للسهو سجدتان، وأنه يكبر فيهما هويا وارتفاعا، وفي الرواية الأخيرة أنه إذا سجد بعد السلام يسلم عن السجدتين، وأن من سلم ثم علم أنه ترك ركنا أو ركعة يبني على صلاته إذا لم يطل الفصل، وأن تحلل الكلام واستدبار القبلة لا يمنع البناء، وأن nindex.php?page=treesubj&link=1877تعدد السهو لا يقتضي تكرير السجدتين فإن النبي - صلى الله عليه وسلم كان قد سلم وتكلم واستدبر الكعبة ولم يزد على سجدتين، وأن nindex.php?page=treesubj&link=23311سهو الإمام يلحق المأمومين ويوافقونه في [السجود] ، ثم في رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم -[سلم] من اثنتين، وفي رواية عمران: "من ثلاث" والظاهر أن القصة واحدة، والرواية الأولى أشهر وأظهر.
وقوله: "رجل بسيط اليدين" أي: طويلهما، وفي بعض الروايات أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسميه لطول يديه ذي اليدين.
وقوله: "فخرج مغضبا" يمكن أن يكون غضبه لتأذيه مما وقع من [ ص: 170 ] السهو فيكون كهيئة الغضب، ويمكن أن يكون لأنه لم يطب له قوله: "أقصرت الصلاة" ويمكن أن يكون بسبب آخر وافق تلك الحالة.
وقوله: "يجر رداءه" يشير إلى أنه كان يسرع في المشي ليتعرف الحال ويتدارك.