الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
221 [ 135 ] أبنا nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع، أبنا nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=17000محمد بن عجلان، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن رفاعة بن رافع قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=63823nindex.php?page=treesubj&link=1566_1530_32606جاء رجل يصلي في المسجد قريبا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أعد صلاتك فإنك لم تصل" فقام [ ص: 307 ] يصلي كنحو مما صلى، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أعد صلاتك فإنك لم تصل".
فقال: علمني يا رسول الله كيف أصلي؟
قال: "إذا توجهت إلى القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن وما شاء الله أن تقرأ، فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك ومكن ركوعك وامدد ظهرك، فإذا رفعت فأقم صلبك وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها، فإذا سجدت فمكن للسجود، فإذا رفعت فاجلس على فخذك اليسرى، ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة حتى تطمئن". .
علي: هو ابن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي الأنصاري المديني.
سمع: أباه.
وروى عنه: نعيم المجمر، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
وأبوه: يحيى.
سمع: عمه رفاعة بن رافع، ويروى أنه أتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ولد فحكنه و [سماه]، يحيى.
ورفاعة بن مالك لا صحبة له؛ إنما هو رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الزرقي الأنصاري، أحد النقباء من [ ص: 308 ] سابقي من أسلم من الأنصار، وكان ممن شهد بدرا وكذلك أخوه مالك بن رافع وخلاد بن رافع.
وحديث رفاعة ثابت حسن، لكن في كل واحد من الإسنادين كلام، ونسب الأئمة ما فيهما من إهمال وإخلال إلى إبراهيم بن محمد:
أما الأول فلأنه قال فيه: عن علي بن يحيى بن خلاد، وفي بعض النسخ: علي بن يحيى بن علي بن خلاد، والصواب: يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد؛ ثم قال: عن أبيه عن جده رفاعة، ورفاعة ليس بجد nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي ولا لجده خلاد مدخل في الحديث، والصواب: عن أبيه عن جده عن رفاعة، ثم قال: رفاعة بن مالك وفيه ما قد عرفت.
وأما الثاني: ففيه إرسال لأنه قال: عن علي بن يحيى بن خلاد، عن رفاعة بن رافع، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد، لكن روى nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان عن علي بن يحيى عن أبيه عن عمه رفاعة، وكذلك أورده محمد بن أسلم عن حجاج عن همام عن nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى عن أبيه عن عمه رفاعة، nindex.php?page=showalam&ids=14724وأبو داود عن الحسن بن علي عن nindex.php?page=showalam&ids=17243هشام بن عبد الملك nindex.php?page=showalam&ids=15698والحجاج بن المنهال عن همام عن إسحاق كذلك [ ص: 309 ]
وقوله: إذا قام أحدكم إلى الصلاة أي: أراد أن يقوم؛ وفيه أن nindex.php?page=treesubj&link=32708_1566المصلي يقرأ القرآن فإن لم يحسن شيئا منه فيذكر الله تعالى بالحمد والتكبير ونحوهما، وأنه nindex.php?page=treesubj&link=1542يطمئن في الركوع والسجود والارتفاع عن الركوع وعن السجود، وأنه nindex.php?page=treesubj&link=1532_1531_1530_26722_1566يقرأ مع الفاتحة شيئا من القرآن، وأنه nindex.php?page=treesubj&link=1534_32714في الركوع يضع راحتيه على ركبتيه، ويمد ظهره في الاعتدال ويرفع رأسه ويقيم صلبه، وأنه يجلس على رجله اليسرى بين السجدتين، وأن كل ذلك مرعي في كل ركعة، وفي قوله: فإنك لم تصل ما يدل على أن العبادة إذا وقعت غير صحيحة يجوز نفي ذاتها، وعلى أن الفاسد ليس بصلاة.
وقوله: ومكن ركوعك يريد به الطمأنينة، وكذا قوله: فمكن السجود، والأفعال المأمور بها في الخبر منه ما هو واجب ومنه ما هو مستحب، وفيه دليل على أن أحدهما يعطف على الآخر.
وحديث رفاعة هذا قريب مما أودع في الصحيحين من رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: nindex.php?page=hadith&LINKID=655782أن رجلا دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى ثم جاء فسلم فقال: وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل.
فقال في الثالثة أو في التي بعدها: علمني يا رسول الله، فقال: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تستوي قائما (ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا) ثم افعل ذلك في صلاتك كلها