الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
225 الأصل

[ 155 ] أبنا الربيع، أبنا البويطي، أبنا [الشافعي] أبنا ابن [ ص: 338 ] عيينة وابن محمد، عن سليمان بن سحيم، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ألا إني نهيت أن أقرأه راكعا أو ساجدا؛ فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه".

قال أحدهما: "فيه من الدعاء"، وقال الآخر: "[فاجتهدوا] الدعاء فيه، فإنه قمن أن يستجاب لكم".
.

التالي السابق


الشرح

ابن محمد: هو إبراهيم بن محمد.

وسليمان: هو ابن سحيم أبو أيوب المديني الهاشمي مولى آل حنين، وهم موالي العباس، وقيل: غيره.

سمع: إبراهيم بن عبد الله بن معبد.

وروى عنه: ابن عيينة، وإسماعيل بن جعفر، وغيرهما.

وإبراهيم: هو ابن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي.

روى عن: أبيه، وعن ميمونة.

وسمع منه: ابن جريج.

وأبوه عبد الله بن معبد المديني الهاشمي [ ص: 339 ]

روى عن: ابن عباس عمه.

والحديث صحيح، رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان، وأبو داود عن مسدد عن سفيان عن سليمان، وفي الباب عن علي - رضي الله عنه -.

وفيه بيان النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، واللفظ في صحيح مسلم: نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا وفيه استحباب التعظيم في الركوع، وقد حمل ذلك على أن يقول: سبحان ربي العظيم ثلاثا على ما سيأتي الخبر فيه على الأثر، وفيه بيان استحبابالدعاء في السجود والاجتهاد والمبالغة فيه.

وقوله: قال أحدهما: فيه من الدعاء المراد منه شيخا الشافعي: ابن عيينة وإبراهيم، قال أحدهما: اجتهدوا فيه من الدعاء، وقدم الآخر لفظ الدعاء.

وقوله: قمن أن يستجاب لكم أي: جدير وحري، وتفتح الميم من الكلمة وتكسر، فالفتح على المصدر وحينئذ فلا يثنى ولا يجمع، يقال: هما قمن أن يفعلا كذا وهم قمن، والكسر على النعت وحينئذ يقال: قمنان وقمنون؛ وإنما كان جديرا بالإجابة لأن أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد، كذلك رواه أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -




الخدمات العلمية