الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
689 الأصل

[ 454 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أتاكم المصدق فلا يفارقكم إلا عن رضا .

التالي السابق


الشرح

داود بن أبي هند: أبو بكر، ويقال: أبو محمد القشيري مولاهم البصري، واسم أبي هند دينار وكان من خراسان، وعد الأئمة داود من متقني الرواة بالبصرة.

سمع: سعيد بن المسيب، والشعبي، وعكرمة، والحسن، وابن [ ص: 158 ] سيرين، وأبا عثمان النهدي.

وروى عنه: حماد بن سلمة، وحفص بن غياث، وإسماعيل بن علية، والثوري.

مات سنة تسع وثلاثين ومائة في طريق مكة، وقيل: سنة أربعين .

وجرير: هو ابن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة الأحمسي البجلي.

سمع: النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقال: أنه أسلم في السنة التي توفي فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -.

روى عنه: قيس بن أبي حازم، والشعبي، وزياد بن علاقة، والمنذر بن جرير، وغيرهم.

نزل الكوفة ثم تحول إلى قرقيسيا، ومات بها سنة إحدى وخمسين .

والحديث صحيح أخرجه مسلم عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن إبراهيم عن داود.

وقوله: "إلا عن رضا" يريد: عن رضا المصدق يبينه أن في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: إن ناسا من المصدقين يأتوننا فيظلموننا قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرضوا مصدقيكم" قال جرير: ما صدر عني [ ص: 159 ] مصدق مذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وهو عني راض.

ويروى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: فإن عدلوا فلأنفسهم وإن ظلموا فعليها، فأرضوهم فإن تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم .

ويجوز أن يقال: المعنى: إلا عن رضا منه ومنكم وذلك بأن يؤدوا ما عليهم ولا يدافعوا، ولا يكلفهم هو ما ليس عليهم ولا يأخذ كرائم أموالهم.




الخدمات العلمية